كافة الحقوق محفوظة © 2021.
محمد احمد حسن يكتب … بريتوريا تغيّر وجهها… والأهلي يعود من قلب الذكريات بوجه جديد
الكاتب محمد احمد حسن (مصر _ اسيوط )
ليلة السبت، 19 أبريل 2025، لم تكن مجرد مباراة في كرة القدم. كانت رحلة في الذاكرة، وعودة إلى ساحةٍ كثيرًا ما خرج منها الأهلي جريحًا… إلى بريتوريا، حيث الأشباح القديمة تنتظر، والخسائر الثلاث السابقة تحوم فوق رؤوس اللاعبين كأشباح لا تُرى، لكنها تُشعرهم بثقلها… وكأنها تراقب من المدرجات بصمت ساخر، تذكّرهم بأن هذا المكان لم يكن يومًا صديقًا لهم.
ففي هذا الملعب تحديدًا، خسر الأهلي آخر ثلاث مباريات لعبها، واحدة منها لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية بخمسية قاسية في الموسم قبل الماضي… ذكرى لا تُنسى، وجرح لم يُشفَ بعد. وكل خطوة على عشب لوكاس موريبي كانت تردد ذلك الصدى القديم: “هل ستتكرر الحكاية؟”
لكن الأهلي، هذه المرة، لم يأتِ ليستسلم. جاء بصمت، وجاء بثقة. والنتيجة: تعادل ثمين بطعم الانتصار أمام ماميلودي صن داونز، الفريق الذي طالما أرهق القلوب الحمراء.
منذ البداية، أمسك أصحاب الأرض بزمام الكرة، كأنهم يكتبون الفصل الأول من سيناريو معتاد. ولكن، خلف هذا الاستحواذ، كان فريق مصري يقف بثبات، يترقّب، ويتحين الفرصة. فرصة جاءت في شكل رأسية من جراديشار، ارتطمت بالقائم، وارتدت منها أنفاس جمهور صن داونز قبل أن تعود إلى أرض الملعب.
ثم ظهر هو… إمام عاشور. لم يكن مجرد لاعب وسط، بل كان مقاتلًا، عاش في كل كرة، وصنع لنفسه بطولة داخل البطولة. بحماسة لا تهدأ ومهارة لا تخون، أخذ يملأ الملعب حضورًا، حتى بات اسمه يتردد في كل بيت أهلاوي بعد اللقاء.
وفي لحظة خاطفة، سجل أشرف بن شرقي هدفًا بدا أنه سيفتح أبواب المجد، لكن راية التسلل رفعت، وصافرة الحكم ألغت الفرحة، وتركت الحيرة. ورغم الجدل، مضى الفريق بثبات، كأنه اعتاد ألا يستسلم.
الجمهور، الذي اعتاد على انتقاده، غيّر نبرته. مارسيل كولر، الذي كان اسمه يقترن بكلمات مثل “تخبط” و”ضياع”، صار الآن جزءًا من جملة جديدة: “أفضل أداء للأهلي منذ وقت طويل”.
ومع نهاية المباراة، لم تكن النتيجة مجرد “صفر لصفر”، بل كانت “انتصارًا على الخوف”، و”هدوءًا بعد عاصفة”. الأهلي كسر لعنة بريتوريا، واستعدّ لكتابة الفصل الأهم على ملعب القاهرة، حيث الحسم، والحلم، والجماهير التي تنتظر أكثر من مجرد تأهل… تنتظر “ثأرًا قديمًا”، وانطلاقة نحو المجد الأفريقي من جديد