حسين الذكر يكتب… رسالة للرئيس .. لعب (الطوبة) شيئا آخر !

للاطلاع على تجارب الاخرين الكروية ينبغي ان نفهم الفلسفة التي بني عليها .. ( الاحتراف ) وتحققت به انجازاتهم وطبقت من خلالها تجاربهم كي نستطيع الافادة من ملف كرة القدم التي غدت عالما قائما بحد ذاته متغلغل بجميع الملفات التي ينبغي لمن يعمل بادارة الرياضة ان يكون ملم مطلع مستوعب مفرداتها وجملها قبل ان يتورط بولوج قطاع وميدان لا يتوقف عند المراوغة وركل الكرة بالراس وتسجيل الاهداف فالادارة الرياضية فن عولمي وعلم حياتي اكبر وابعد غورا مما يتصورون .

هناك مثال دوما اعيد واكرر فيه كي اوصل فكرة حسنة لمن يريد التعلم من حضارة اخرى . وقد سؤل الرئيس لامبورتا عن وضع برشلونة أيام ازمته وخروجه صفريا بموسم 2023 – 2024 فقال : ( لا خشية على البرشا فان اسسه متينة ، هو يحظى بملف اداري متماسك ووضع اقتصادي جيد وملف اجتماعي فاعل واخيرا .. ملف رياضي مطمئن .. الملاحظ انه ترك ملف الرياضة أخيرا .. هنا تكمن فنون واسرار نجاح المؤسسات باداراتها الواعية التي تعتمد على المأسسة والقانون والهيئة العامة والمستشارين لاعادة وتدوير شؤونها.

قبل مدة التقيت عضوا لإدارة احدى مؤسساتنا الكروية التي كان فاعلا فيها ثم خرج من ادارتها لاسباب وصفت بالخاصة وقد سالني : كيف ترى حال مؤسستنا ولماذا نتخبط بهذا الفشل المستمر ؟ ، فقلت : ( منذ مدة طويلة تراوحون مكانكم .. مشاكلكم تنحصر بزاويتين الأولى : المال العام .. كيف تحصلون عليه وباي طريقة تبددوه اذ تتلاشى الأموال مهما كانت ارقامها وتتبخر كالجليد تحت الشمس بمجرد ان تحصلوا عليها .. لا تعرفون من توظيف المال الا عقود مدربين ولاعبين وسفر وايفاد ومعسكرات تاكل راس المال وبنتيجة صفرية : اذ لا نتائج ولا فئات عمرية ولا استثمارات .. لا شيء من ثقافة وفلسفة واهداف رياضة اليوم التي انتم بعيدين كل البعد عنها) .

اما الثاني : ( هو التنافس للفوز بعضوية الإدارة .. واغلب وسائلكم اسست لاسقاط الخصوم وهي مبنية على العلاقات ومصادر القوة التي تمثل هذا الزمن والظرف الذي نعيشه .. فمن كان له ضلع اقوى ( مكوناتي او حزبي او عشائري او جماعاتي …. بالتأكيد يطيح بمن اقل منه قوة حتى وان كان اكفء وافهم واعلم بالتخصص ) . الادهى ان التنافس الانتخابي يبدا برفع شعار الوطنية ومكافحة المخدرات وتوظيف الطاقات وتثقيف الشباب وبناء المؤسسة حضاريا … ثم تختفي كل الشعارات بعد الانتخابات مباشرة وتصبح نسي منسيا فيتحقق فيكم قول – اسوء سلف لأهون خلف – ) .

تتقاسمون المنافع والسفرات بطرق شتى كما تهدرون المال برغم صعوبة الحصول عليه من خلال التوسط والعلاقات والضغط على المؤسسات والوجهاء والمسؤولين.. انكم لم تجتمعوا مرة واحدة طوال قيادتكم للمؤسسة بعنوان معالجة اخطاؤكم بصراحة وشفافية كانكم – انبياء زمانكم – لأنكم لا تؤمنون بالراي الاخر والاستشارة التي تخشون منها وتعتقدون انكم افهم خلق الله وانتم جهابذة الادارة والتسويق وما يخطر على البال مع ان اغلبكم لم يقرا كتاب ثقافة عامة بحياته .. هنا تكمن علية مشكلة ام المشاكل .. فالطوبة شيء والادارة شيء آخر ) .