كافة الحقوق محفوظة © 2021.
من يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق الكارثي؟ في البطولة الآسيوية للملاكمة
كفى تطبيلاً وتزميرًا للفشل! كفى تبريرات! اسم الأردن أكبر من أن يكون عاشرًا إن حجم المشاركة، والدعم والاهتمام الإعلامي، كلها لا تساوي شيئًا أمام هذا السقوط.
سراب سبورت _ كتب احمد حلمي
انتهت أحداث الملاكمة الآسيوية “بطولة آسيا للواعدين والناشئين” في العاصمة الأردنية عمّان.
ومع انتهاء بطولة آسيا للواعدين والناشئين في عمّان،الأرقام لا تخطئ، الأرقام لا تكذب، الأرقام لا تجامل!
في عالم الرياضة، الأرقام هي الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن الالتفاف حولها.
هي مرآة للجهد، والإعداد، والتخطيط طويل الأمد. تنظر إلى جدول الميداليات هذا، فتقرأ أكثر من مجرد نتائج. أنت ترى دولاً تُصنع فيها الرياضة، وأخرى تستهلكها. ترى أوطانًا تتنفس الطموح، وأخرى لا زالت تبحث عن أول خطوة على طريق الاحتراف.
كازاخستان وأوزبكستان: عندما تتحدث السياسة بلغة الذهب
في المركزين الأول والثاني تتصدر كازاخستان وأوزبكستان الترتيب بواقع 16 و15 ميدالية ذهبية على التوالي. ليس هذا صدفة، بل هو ثمرة مشروع رياضي واضح المعالم. دولتا آسيا الوسطى هذهما فهمتا منذ عقود أن الرياضة لم تعد ترفًا، بل سلاح ناعم يرفع الهيبة ويصدّر الصورة الحضارية.
الهند: عملاق يستيقظ
15 ذهبية و22 برونزية تجعل من الهند رقماً صعباً، لا سيما وهي تتفوق بعدد الميداليات الإجمالية على الجميع. بلد المليار نسمة بدأ يُترجم حجمه إلى نتائج. وهنا الفرق بين أن تمتلك الطاقة البشرية، وأن تحسن استثمارها.
أوكرانيا: رغم الحرب… تصنع الأبطال
36 ميدالية، منها 24 برونزية، توحي بأن أوكرانيا ما زالت تقاتل، حتى على بساط الرياضة. وسط الدمار، هناك من يدرّب، ويُحضّر، ويقاوم.
الأردن والعرب: مواهب… لكن أين المنظومة؟
نصل إلى النقطة المؤلمة… الأردن في المركز العاشر! نعم، عاشر، بعد أن كنا نتصدر غرب آسيا، أصبحنا اليوم رابعًا فيها فقط، بعد إيران، والعراق، والبحرين! الكارثة أكبر عندما نعلم أننا الدولة المستضيفة، وأننا شاركنا بأكبر عدد لاعبين من بين جميع منتخبات غرب آسيا. ورغم ذلك، لم نحصل على ميدالية ذهبية واحدة!
من يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق الكارثي؟
كفى تطبيلاً وتزميرًا للفشل! كفى تبريرات! اسم الأردن أكبر من أن يكون عاشرًا. إن حجم المشاركة، والدعم، والاهتمام الإعلامي، كلها لا تساوي شيئًا أمام هذا السقوط.
الذهب لا يُصنع بالحظ
حين تحصل دول مثل قرغيزستان أو فيتنام على ميداليات أكثر من دول نفطية غنية، تدرك أن المال وحده لا يكفي. المطلوب هو فكر رياضي، رؤية بعيدة المدى، وبنية تحتية لا تنهار بعد كل دورة أولمبية.
الرياضة لم تعد هواية، بل هي مشروع وطني، وواجهة سياسية، وقوة ناعمة تعادل أحياناً الدبلوماسية والسلاح. والجدول أمامنا لا يكذب… لكنه يفضح.
فإما أن نستيقظ، أو نُترك نُصفق للآخرين وهم يصعدون على المنصات.