أحمد الهندي.. إرادة لا تعرف المستحيل …بقلم الدكتور محمد نصرالله فرج

بقلم الدكتور محمد نصرالله فرج

بين مكاتب وزارة الشباب، وقاعات الدراسة، وميادين البارالمبياد، ينسج أحمد الهندي حكاية إصرارٍ تعلو فوق التحديات. موظف ملتزم، طالب مجتهد، وبطل رياضي، يجسد بمسيرته نموذجاً فريداً للعطاء المتعدد، حيث التواضع والإيجابية عنوانان لشخصيته المحبوبة.

في عالم ألعاب القوى البارالمبية، يخطف الهندي الأضواء بإنجازاتٍ تكرّس اسمه بين العظماء، فمنذ انطلاقته الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية في إندونيسيا عام 2018، حيث سجل رقماً عالمياً، واصل طريق التألق بثبات، فحصد ذهبية بطولة العالم في دبي عام 2019، محققاً رقماً عالمياً جديداً.

في بارالمبيك طوكيو 2020، سَطَّر الهندي صفحة مشرقة في تاريخ الرياضة الأردنية حين انتزع الميدالية الذهبية وسجل رقماً عالمياً آخر، ليؤكد مكانته بين الكبار، ورغم خضوعه لعملية جراحية قبل أشهر قليلة من بارالمبيك باريس 2024، أصر على المشاركة ليضيف برونزية جديدة إلى رصيده الحافل بالذهب، وليثبت مرة أن الإرادة لا تُقهر.

واصل الهندي مسيرته الذهبية في الدورة العربية عام 2023، قبل أن يتوّج بذهبية أسياد آسيا في هانغتشو، ثم ذهبية بطولة العالم في باريس، أتبعها بذهبية أخرى في بطولة العالم بكوبي، اليابان 2024. ومؤخراً، أضاف إنجازاً جديداً بتتويجه بالمركز الأول في دفع الكرة الحديدية في بطولة المغرب، ليؤكد أن الصعوبات ليست سوى حافز للإنجاز.

لا يعترف أحمد الهندي بالمستحيل، فإصراره حوَّل التحدي إلى دافع، وأثبت أن النجاح ليس صدفة بل نتاج تنظيم والتزام. يقول: “التنظيم والإرادة هما سر نجاحي”، وبهذا الشعار، أصبح رمزاً للشباب الأردني في كيفية الموازنة بين العمل والدراسة والرياضة.

وزارة الشباب، التي يفخر بها الهندي كأحد موظفيها، تعتبر دعمه ومسيرته المضيئة استثماراً وطنياً في الطاقات التي ترفع راية الأردن عالياً في المحافل الدولية، فكل خطوة يخطوها، هي شهادة على أن الإمكانات لا تُقاس بالجسد، بل بقوة الإرادة والعزيمة التي لا تنكسر.