كافة الحقوق محفوظة © 2021.
د.زياد الرميلي أستاذ علوم الرياضة ينعى والدته بكلمات موجعة
في صباح يوم الجمعة أخص حديثي عن غاليتي والدتي الحبيبة رحمها الله وتقبلها من الصالحين.
..رحيل أمي وجع لا يندمل..
منذ عشرةأيام فقط، طويت صفحة من صفحات حياتي، حين رحلت أمي، بل حين غادرت روحي الثانية، وسكن الوجع قلبي، وأصبح لكل لحظة بدونها طعم الغربة والوحشة.
فقد الأم وجع لا يشبهه وجع، هو غياب يأكل تفاصيلك اليومية، يسرق منك دفء الدعاء، وحنان النظرة، وهمس النصيحة. رحلت من كانت تملأ الدنيا بحضورها المضيء، من كانت إذا ضحكت ضحك القلب، وإذا دعت أُضيئت الدروب.
أمي لم تكن فقط سيدة البيت، بل كانت سيدة القلب والرحمة. كانت كريمة اليد والنفس، تطعم الجائع قبل نفسها، وتكسو المحتاج وإن قلً ما تملك. كان الحنان يمشي على الأرض في هيئتها، وكانت إذا تكلمت شعرت أن الملائكة تصغي معها. ما زلت أسمع صوتها وهي تدعو لنا، وتوصينا بالصلاة، وصلة الرحم، والرضا بالقدر.
كانت محبوبة من كل من عرفها، يشهد لها القريب والبعيد، لا تذكرها امرأة إلا وترحمت عليها، ولا يذكرها رجل إلا وتمنى لها الجنة. كانت تؤثر غيرها حتى في مرضها، تخفف عنا ألمنا، وتخفي ألمها بابتسامة لا تغيب.
أما إخلاصها لوالدي رحمه الله فكان قصة وفاء قلّ نظيرها. لم تفتر عن ذكره يوماً، ولم تخل دعوة من دعواتها من اسمه. كانت تشتاق له شوق العاشقين، وتتمنى لقياه في كل صباح ومساء. ولعلها لحقت به شوقاً وحنينًا، فقد ماتت على تلك الأمنية، أن تعود إليه، أن تجمعها به رحمة الله بعد فرقة.
ربتنا على الدين والخلق، علمتنا أن الحياة لا تقاس بما نملك، بل بمن نكون. زرعت فينا الصلاح، حتى صار حب الخير فطرتنا، ورضاها غايتنا. كم سهرت من أجل راحتنا، وكم تعبت لتبني فينا رجالا ونساء نفتخر بأننا من صنع يديها.
أمي الحنونة
لن تكفيك الكلمات، ولن يفيك الحبر، ولكن عزائي أنك في دار أرحم الراحمين، عند من هو أحن عليك منا، وأكرم لك من كل مخلوق.
نامي بسلام يا أماه، فقد تعبتِ كثيرًا، واستحقيتِ الراحة.
نامي في رحمة الله، فقد كنتِ رحمة تمشي بيننا.
وسلام عليكِ في دار الخلود، حتى نلقاكِ على باب الجنة بإذن الله، حيث لا فراق بعدها أبداً.
والدتي الحبيبة لا أعلم كيف سوف تكون الحياة من بعدك ، مشتاق اليك بحجم السماء، رحمك الله رحمة واسعة وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة اللهم امين يارب العالمين.
جمعتكم طيبة ومباركة.
16.05.2025
محبكم زياد ارميلي.