كافة الحقوق محفوظة © 2021.
«كرة اليد الشاطئية… حين يغرق الإنجاز في بحر المحسوبيات
سراب سبورت _
لم يكن خروج منتخبنا الوطني للكرة الشاطئية من التصفيات الآسيوية المؤهّلة لكأس العالم في مسقط الأسبوع الماضي مجرد خسارة رياضية عابرة؛ بل كان تتويجاً لمسار طويل من الإهمال الإداري، وغياب التخطيط، وتغليب العلاقات الشخصية على معايير الكفاءة. والنتيجة: ضياع فرصة كانت في المتناول لاعتلاء منصة التتويج الآسيوية وحجز بطاقة المونديال.
غياب النشاط المحلي: منذ قرابة ثلاث سنوات لا يوجد دوري أو حتى بطولة تنشيطية منتظمة لكرة اليد الشاطئية، ما يخلق فجوة إعداد ضخمة.
بروز جيل شاب واعد: رغم ذلك، تكوّن منتخب شباب اجتهد القائمون عليه وشارك في مونديال اليونان 2022، مسطّراً فوزاً تاريخياً على أصحاب الأرض ثم على إسبانيا، قبل أن يودّع بسبب أخطاء فنية. هذا الجيل أصبح اليوم في فئة الرجال.
البطولة الآسيوية الأخيرة: انطلقت بطولة آسيا للرجال في سلطنة عُمان (10–16 مايو 2025) والمؤهِّلة لكأس العالم. كان المركز الثالث –على الورق– في متناول يد منتخبنا.
بدأت أولى علامات الاضطراب حين استُبعد معظم عناصر منتخب الشباب الناجح بلا مبرر فني مقنع، فيما فُتح الباب أمام لاعبين تربطهم صِلات بالجهاز الفني، من بينهم ابن المدرب ذاته، فاختلّ الانسجام وتراجع مستوى الفريق. ثم جاء الإعداد على شكل معسكرات طويلة تفتقر للمباريات الودّية الكافية وتجمعات متقطّعة، فظهرت فجوة لياقية وخططية واضحة خلال بطولة مسقط. تفاقم الأمر مع غياب لجنة فنية مستقلة؛ إذ بقيت قرارات التشكيل والتعيين محصورة في دائرة ضيّقة تغلّب المحسوبيات على مبدأ «الأفضل يلعب».
وأخيراً، لم تُجرَ أي عملية تقييم جادّة لإخفاقات سابقة، مثل مونديال الشباب، ولم تُنشر تقارير شفافة للجمهور، فاستُنسخت الأخطاء نفسها من دون رادع.
خسر المنتخب مباريات كان من السهل حسمها، وودّع البطولة مبكراً، ليهدر فرصة تمثيل الأردن في كأس العالم للمرة الأولى بتاريخ اللعبة على مستوى الرجال.
من هنا لابد من استحداث لجنة فنية منتخَبة تشرف على المنتخبات وتضع معايير اختيار شفافة معلَنة.
إطلاق دوري شاطئي قصير كل صيف لتوسيع قاعدة اللاعبين وتمكين الكشافين من تقييم الأداء عملياً.
دمج جيل الشباب مع الرجال عبر خطة إحلال تدريجية تضمن نقل الخبرة والحفاظ على المواهب.
إبرام شراكات دولية لمعسكرات مشتركة، خصوصاً مع منتخبات أوروبية متقدمة تكتيكياً.
تفعيل مبدأ المحاسبة بنشر تقارير فنية ومالية بعد كل مشاركة، وربط تجديد عقود الأجهزة بالنتائج.
كرة اليد الشاطئية أثبتت أنها قادرة على رفع اسم الأردن عالمياً حين تُمنح الحد الأدنى من الرعاية. المطلوب اليوم ليس معجزة رياضية، بل فقط إدارة نزيهة، تخطيط علمي، وإيمان بأن قميص المنتخب يستحق أن يُمنح لمن يستحق لا لمن يقترب.