كافة الحقوق محفوظة © 2021.
محمد احمد حسن يكتب… “الخيل الأصيل لا يظهر معدنه إلا في الأمتار الأخيرة”
بقلم : محمد احمد حسن( مصر _ أسيوط)
“الخيل الأصيل لا يظهر معدنه إلا في الأمتار الأخيرة”…
مثلٌ قديم، لكنه تجسّد حيًّا هذا الموسم في أداء النادي الأهلي، الذي أثبت بالدليل القاطع أن الكبار قد يتعثرون، لكنهم لا يسقطون، وأن المجد لا يُمنح في البدايات، بل يُنتزع في النهايات.
في لحظة ما، بدا أن العملاق القاهري قد ابتعد تمامًا عن سباق الدوري المصري. سلسلة من العوامل تظافرت لتدفع بالفريق بعيدًا عن المنافسة: تراجع نفسي وبدني واضح في أداء اللاعبين، وهيمنة شبه مطلقة لفريق بيراميدز الذي اجتاح الدوري واكتسح الأخضر واليابس، دون أن يجد من يوقفه.
ثم جاءت الضربة النفسية الأشد، حين انسحب الأهلي من مواجهة الزمالك، في قرار غير مدروس، كلّفه خسارة ثلاث نقاط ثمينة، كانت كفيلة بتوسيع الفجوة وإبعاده أكثر عن حلم التتويج.
ولم يتوقف النزيف هنا، إذ جاء الخروج المرير من نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام صن داونز، ليعمّق جراح الفريق ويفتح أبواب الغضب والشك، قبل أن تُعلن الإدارة عن إقالة المدير الفني مارسيل كولر، في خطوة أربكت المشهد الفني وطرحت علامات استفهام كثيرة.
لكن كما يقال: “في أحلك اللحظات، يُولد الأمل.”
فقد جاء “العمدة” عماد النحاس، لا كمنقذ، بل كمجدد للدماء والروح. تولّى المسؤولية في أصعب توقيت، لكنه نجح في تحقيق ستة انتصارات متتالية، أعادت للفريق هيبته وثقته، وأعادت رسم ملامح المنافسة من جديد.
في الجهة المقابلة، بدأ بيراميدز يفقد توازنه، فسقط في فخ التعادل أمام المصري، وتلقى هزيمتين موجعتين أمام فاركو والبنك الأهلي، ليتبدل ترتيب الأوراق، وتنقلب الموازين رأسًا على عقب.
وفجأة، ووسط ذهول الجميع، أصبح المارد الأحمر هو المتصدر، لا يفصله عن التتويج سوى نقطة واحدة فقط.
وكأن الأهلي أراد أن يرسل رسالة للجميع، مفادها:
“البدايات قد تكون للجميع… لكن النهايات لا تليق إلا بالابطال.”