كافة الحقوق محفوظة © 2021.
سراب سبورت تكشف الخفايا: اختيارات المدربين واللاعبين في ظل غياب الرقابة الفنية
سراب سبورت _
في وقت يُفترض فيه أن تكون اللجنة الأولمبية الأردنية واللجان الفنية الداعمة صمّام أمان للرياضة الوطنية، تسلّط “سراب سبورت” الضوء على خفايا خطيرة تحيط بآلية اختيار مدربي ولاعبي المنتخب في إحدى الألعاب الجماعية، وسط غياب الرقابة وتفشي ممارسات المحسوبية والعلاقات الشخصية.
المدرب المناسب في المكان “غير المناسب”
يُمنح المدرب مسؤولية تدريب المنتخب ليس استنادًا إلى الكفاءة أو سجل الإنجازات، بل إلى قوة علاقاته مع بعض مسؤولي الاتحاد، سواء عبر الروابط العائلية أو الأدوار التي لعبها في انتخابات الاتحاد. نفس القاعدة تنسحب على تعيين مساعديه، حيث تغيب المعايير الفنية وتحضر الاعتبارات الشخصية.
أما من يجاهر بانتقاد الاتحاد ويجيد رفع الصوت، فغالبًا ما يُكافأ بموقع إداري، وكأن معيار “التأثير الصوتي” بات بديلاً للكفاءة والإنجاز.
نماذج صارخة من الفشل المتكرر
لا تخلو الساحة من نماذج تُثير التساؤلات؛ مدرب حصل على خمس فرص للمشاركة القارية مع فئات عمرية مختلفة ولم يُحقق أي نتائج تُذكر، لا يزال في موقعه. وآخر، ارتكب خطأ فنيًا جسيمًا خلال بطولة قارية حين قام بتدريبات بدنية شاقة قبل ساعات من المباريات، مما أدى إلى إرهاق اللاعبين وفقدانهم القدرة على العطاء.
وفي مشهد لا يقل غرابة، يتم التدخل من قبل مسؤولين عبر اتصالات هاتفية للمدرب خلال المباريات لإجراء تغييرات، ما يُفقد القرار الفني استقلاليته ويُربك تركيز الطاقم الفني واللاعبين على حد سواء.
اختيارات اللاعبين… حسب “السند” لا المستوى
اللاعبون لا يُختارون بناءً على مشاهدات دقيقة أو تقييمات مستمرة، بل تبعًا لمن يدعمهم داخل أروقة الاتحاد، إذ يكفي أن يكون للاعب “ظهر” ليكون له مكان في التشكيلة، بغض النظر عن جاهزيته أو أدائه.
أما الاستعدادات، فهي لا ترتقي لمستوى التطلعات. فالتجميع غالبًا ما يتم قبل البطولات بمدة قصيرة، دون برامج إعداد طويلة المدى أو خطط تطوير واضحة.
منتخب بعمر التقاعد!
في آخر مشاركة آسيوية عام 2021، بلغ متوسط أعمار لاعبي منتخب الرجال 35 عامًا، في تجاهل تام لمبدأ الإحلال والتجديد، رغم وجود مواهب شبابية واعدة. لم تُمنح الفرصة لهذه العناصر الشابة، بل تم استبعادها لحساب الأسماء “المجربة” رغم تكرار الفشل.
خاتمة مؤقتة… والحديث مستمر
في ظل هذا المشهد، تغيب المحاسبة ويُهمّش أصحاب الكفاءة، بينما تُمنح المواقع لمَن يملك “الحظوة” لا المهارة. ما يحدث ليس فقط إهدارًا للفرص، بل تقويض لطموحات رياضية وطنية كان يُمكن أن تُثمر لو وُضعت في المسار الصحيح.
الحديث لا ينتهي هنا، وسراب سبورت مستمرة في كشف المستور.