سراب سبورت
مجلة رياضية

أمسية “مؤسسة فلسطين الدولية”: حين يتوّج الإبداع الذاكرة ويُغنّي الجمال في وجه العتمة

 

عمان_ سراب

في مساء يشبه فلسطين في عنادها وجمالها وحنينها، احتضن ” المسرح الجديد” فيالمدارس العصرية في العاصمة الاردنية حفل توزيع جوائز فلسطين الثقافية لعام 2024/2025، والذي نظمته “مؤسسة فلسطين الدولية” في دورته الثانية عشرة، بحضور حاشد من أهل الثقافة والفكر والإبداع.

انطلقت الأمسية بمعزوفة تراثية فلسطينية حيّة، عزفتها الأرواح قبل الأوتار، ورافقت الحضور إلى مقاعدهم برقة الضوء العابر من ذاكرة الأرض. تلاها السلام الملكي الأردني، ثم الكلمة الافتتاحية باسم المؤسسة، والتي رحبت بالحضور والمكرّمين، مؤكدة أن هذه الجوائز هي وعدٌ متجدد للذاكرة، وانحياز دائم للجمال المقاوم، واحتفاء بمن يكتبون فلسطين بالألوان والكلمات والموسيقى، رغم القتل والجدران والركام والمنفى.

منصة الإبداع العربي وفلسطين القلب:

في كلمته الرئيسة، أكد الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن، الأمين العام للجوائز، أن “جوائز فلسطين الثقافية” لم تعد فعلاً احتفاليًا موسميًا، بل منصة عربية وعالمية راسخة، تُبرز وجه فلسطين الإنساني والإبداعي، وتُعيدها إلى قلب العالم، لا كقضية فقط، بل كهوية نابضة.

وقال: “لقد اتسع الحلم هذا العام ليشمل مسارين متوازيين: المسار العام الذي احتضن مشاركات من أنحاء العالم العربي والشتات، والمسار الخاص الذي خُصّص لأهلنا في قطاع غزة، الذين يكتبون الفن بالدم، ويُبدعون تحت القصف، في مواجهة حرب إبادة تستهدف الإنسان والذاكرة”.

وقد شهدت الدورة الثانية عشرة مشاركات من: الأردن، فلسطين، مصر، سورية، العراق، اليمن، المغرب، الجزائر، الكويت، تشاد، والمهجر العربي في إسبانيا والولايات المتحدة وغيرها، في تأكيد جديد أن الإبداع لا تحدّه جغرافيا، ولا توقفه الحواجز، ما دام في القلب متسعٌ لفلسطين.

لحظة التتويج… أسماء لا تُنسى:

وجاءت لحظة الإعلان عن الفائزين تتويجًا لمواسم من الكتابة والمقاومة الإبداعية، حيث صعد الفائزون أو من ناب عنهم لاستلام الجوائز، وسط تصفيق يشبه الدعاء، وتوزعوا على النحو التالي:

 

في المسار العام:

جائزة غسان كنفاني في الأدب (مناصفة):

محمد جدي حسن جراري (تشاد) – عن عمله “زمن الملل”.

عبد الله أبو لبن الشلبي (إسبانيا/فلسطين) – عن عمله “نساء في الشمس”.

جائزة إدوارد سعيد للفكر التنويري:

محمد الحليقاوي (الأردن) – عن عمله “السهم والدائرة.. الاستشراق والحركة الصهيونية”.

جائزة فدوى طوقان في الشعر:

أحمد محمد زيد (سوريا) – عن ديوانه “صلاة شطر القبلة الأولى”.

جائزة ناجي العلي في الكاريكاتير:

رأفت الخطيب (الولايات المتحدة/الأردن).

جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي:

وضاء عبد الكريم فليح (العراق) – عن عمله “مشاعر إنسانية”.

وفي المسار الخاص – قطاع غزة:

جائزة جمال بدران للفن التشكيلي (مناصفة):

محمود علوان

سهيل سالم

جائزة فدوى طوقان في الشعر:

آلاء نعيم القطراوي – عن قصيدتها “العصافير تسرق خبزي”.

جائزة وليد الخطيب في التصوير الفوتوغرافي:

محمد أسعد محمد محيسن – عن عمله “كلنا فلسطين”.

وقد ألقى الدكتور إبراهيم أبو الرب كلمة ناب فيها عن الفائزين من قطاع غزة، قائلاً بصوت تغلب عليه الرهبة والمحبة: “في كل جائزة تُمنح لقطاع غزة، يُمنح العالم لحظة صدق. هؤلاء المبدعون لا يكتبون بالحبر فقط، بل يكتبون بالرماد والدموع… وببقايا الضوء”.

 

فنون تُقاوم النسيان:

تخللت الأمسية عروض مرئية وثّقت أعمال الفائزين، وأضاءت وجوههم وأفكارهم وأحلامهم، ومقاطع أدبية وموسيقية تنقلت بين صوت فدوى طوقان، وملامح غسان كنفاني، ولوحات سميح القاسم، لتعيد سرد الحكاية بصوت الفن وذاكرة الأرض.

وفي لحظة بالغة التأثير، ارتفعت قاعة الحفل إلى مقام الوفاء، حين تلا الأديب الكبير محمد علي طه شهادته الوجدانية في أصدقائه الشعراء والفنانين الراحلين، الذين تحمل جوائز فلسطين الثقافية أسماءهم. لم تكن كلمته مجرد تحية، بل مرثية دافئة مغموسة بالحب، أعادت إلى الحضور أرواح أولئك المبدعين، لا كأسماءٍ على دروع التكريم، بل كضوءٍ لا ينطفئ في ذاكرة الأمة. استحضرهم الأديب الكبير كما لو أنهم معنا، في أعماق قلوبنا، يبتسمون من خلف الغياب، في قصائد لم تُكتب بعد، وفي لوحات ما زالت تلمع في مخيلة الوطن. كانت كلمته مثل صلاة، تسرد الوفاء، وتحرّض الحياة على الاستمرار في الدرب نفسه: درب الكلمة التي تقاوم، والصورة التي لا تنكسر، والقصيدة التي تُرمم ما تهدمه البنادق.

ختامٌ على إيقاع الأمل:

في كلمتها الختامية، شكرت مؤسسة فلسطين الدولية الحضور، ولجان التحكيم، والرعاة، وإدارة المدارس العصرية، وكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث الذي يُعيد رسم ملامح فلسطين كما نحب أن نراها: حرة، خلاقة، عصية على المحو.

قالوا: “نلقاكم في الدورة القادمة بإبداع أكبر، لأن فلسطين لا تُبدع فقط لتُصفق، بل تُبدع لتُبقي على جذوتها حيّة، ولتُثبت أن ما لا يُكتب، يضيع”.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
المصنف الأول دولياً محمد تيم يكشف معاناته مع اللجنة البارالمبية: "إقصاءٌ متعمد وتعاملٌ بازدواجية" مناشدة إلى سمو ولي العهد لإعادة النظر في التعيينات والارتقاء برياضة ألعاب القوى اختتام ورشة تدريبية حول محاكاة الأعمال الصغيرة في مركز شابات المزار الشمالي اختتام دورة تدريبية في الفنون التشكيلية بمركز شباب الوسطية ندوة حول أهمية العمل التطوعي في مركز شباب بيت راس جلسة تدريبية حول آلية التسجيل لجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في إربد مركز إعداد القيادات الشبابية يطلق المرحلة التدريبية الثالثة من برنامج “نشامى 2025 – الفوج الثالث” أكاديمية عمّان للكرة الطائرة تفتح باب التسجيل لدوراتها التدريبية ذوو الإعاقة في الأردن يناشدون ولي العهد ويستعدون للتصعيد أمام "محكمة الكأس" والبارالمبية الدولية غياب مدير اتحاد الملاكمة يثير تساؤلات حول آلية تسيير العمل العصفورة وعطاء الـ (40) ألف دينار..في البطولة العربية المدرسية محمد سلطان اليحيائي يحصد المركز الأول في بطولة لونجين العالمية لقفز الحواجز نادي الاستقلال يسحق الحسين بعشرة أهداف في كأس الأردن للمحترفات البطولة العربية المدرسية… بطولة للفساد قبل الرياضة! مركز شباب وشابات الرمثا ينظم محاضرة حول التسويق الإلكتروني جلسة تعريفية بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي في لواء بني كنانة هل الاندية والاتحادات مستقلة ! ... حسين الذكر ورشة تدريبية في الرمثا حول آلية التقديم لجائزة الحسين للعمل التطوعي الاتحاد العراقي واتحاد غرب آسيا يؤكدان العلاقة التشاركية أنشطة شبابية وورشات متعددة بمديرية شباب الكرك والمراكز الشبابية التابعة لها الدكتورة عائدة العواملة: آمال بإصلاحات في كلية علوم الرياضة… وتثبيت التعيينات يعيد ملف ألعاب القوى ل... من أرشيف طه زيادة… دورة آسيوية تركت بصمة لا تُنسى المبادرة الشبابية "عالم إيجابي" في العقبة تدعم الأونروا وتنثر الفرح على الأطفال احتفاءً بعيد ميلاد ا... ورشة حول التسامح الديني في مركز شباب بيت راس دورة تدريبية في مجال كرة القدم بمركز شباب الشيخ حسين ورشة تدريبية للواعظات في بني كنانة حول آلية التقديم لجائزة الحسين للعمل التطوعي تعاون بحثي دولي بين جامعة عمان الأهلية وجامعة كيبيك – مونتريال حدثتني العصفورة… حيث تتلاعب المصالح بمضمار العلم جلستان تعريفيتان بجائزة الحسين للعمل التطوعي في عجلون مركز شابات الوسطية ينظم ورشة عمل حول الشباب والحكم المحلي