كافة الحقوق محفوظة © 2021.
انسحاب عياش والعطوط من بطولة غرب آسيا… فوضى إدارية أم غياب للمسؤولية؟
سراب سبورت _
في واقعة أثارت صدمة وغضبًا في الشارع الرياضي الأردني، انسحبت اللاعبتان نانسي عياش وفرح العطوط من بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الشاطئية، في خطوة بدت أنها تصرف فردي تفتقر للروح الرياضية والمسؤولية الوطنية. هذا الانسحاب، الذي جاء في لحظة كانت فيها الفرصة متاحة لتحقيق مركز مشرّف، لا يمكن فصله عن سلسلة من التجاوزات الإدارية وغياب الانضباط المؤسسي داخل منظومة الكرة الطائرة الأردنية.
وبحسب ما توفّر من معلومات، فإن القرار لم يكن صادرًا عن الجهاز الفني أو إدارة الاتحاد، بل جاء بمبادرة شخصية من اللاعبتين، وبتغطية غير مباشرة من السيد جهاد قطيشات، مستشار سمو الأميرة، والذي سبق وأن أثار الجدل حين سمح للاعبة نانسي عياش بالاعتزال عن اللعب والاتجاه للتدريب ثم العودة للعب والمشاركة حسب مزاجها الشخصي، دون احترام القوانين الرسمية التي تنظّم مثل هذه القرارات في الرياضة الأردنية.
الغريب أن هذه العودة تمت دون المرور عبر الإجراءات الرسمية المُلزمة من اللجنة الأولمبية الأردنية، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول مدى التزام الاتحاد بالقوانين، وقدرة القائمين عليه على فرض الانضباط.
ويُحمّل عدد من المتابعين اللجنة الأولمبية الأردنية مسؤولية مباشرة عن هذا الانحدار في مستوى الالتزام، خاصة في ظل ما وصفه البعض بـ”التعامل المزاجي” من قبل كل من الأمين العام للجنة الأولمبية الأردنية ومديرة الاتحادات الرياضية، واللتين لم تتخذا أي إجراء لوقف هذه التجاوزات سابقًا.
الرياضة الأردنية تمر بمرحلة تتطلب انضباطًا إداريًا صارمًا أكثر من أي وقت مضى. فقرارات مثل هذه لا تُسقط فقط فرصة المنافسة، بل تُلحق ضررًا عميقًا بصورة الأردن رياضيًا، وتُحبط الأجيال القادمة التي تنظر إلى لاعبي المنتخبات الوطنية كنماذج يُحتذى بها.
المطلوب الآن ليس مجرد استنكار إعلامي، بل تحقيق رسمي ومراجعة شاملة للكيفية التي تُدار بها الرياضات في الأردن، ومساءلة كل من سمح بحدوث هذه الفوضى، من الإداريين وصولًا إلى أعلى مستويات المسؤولية في اللجنة الأولمبية. فالسكوت عن هذه التصرفات يعني تكرارها، والرياضة الأردنية تستحق ما هو أفضل.