كافة الحقوق محفوظة © 2021.
تغييب الكفاءات العربية عن المناصب الدولية: خليل المهندي نموذجًا صارخًا
رائع، إليك نسخة من المقال مُعدّة بأسلوب مهني يصلح للنشر في صحيفة أو موقع إلكتروني، مع تركيز خاص على قضية
رغم ما تشهده الرياضة العربية من تطور ملحوظ، سواء من حيث الإنجازات أو على صعيد تنظيم البطولات الكبرى، لا يزال العرب يواجهون تهميشًا واضحًا في الوصول إلى المناصب القيادية داخل الاتحادات الرياضية الدولية. ويبدو أن هذا التهميش لم يعد مجرد مصادفات سياسية أو رياضية، بل أصبح ممارسة منظمة، تتجلى بوضوح في حالة رئيس الاتحاد القطري والعربي والآسيوي لكرة الطاولة خليل المهندي، الذي رُفض توليه لرئاسة الاتحاد الدولي رغم حصوله على العدد الكافي من الأصوات.
نجاحات محلية وإقليمية لم تشفع له عالميًا
خليل المهندي ليس اسمًا عابرًا في الساحة الرياضية؛ فهو شخصية ريادية ساهم بشكل جذري في نهضة رياضة كرة الطاولة على مستوى قطر والعالم العربي وآسيا، ونجح في بناء جسور تواصل عالمية من خلال استضافة وتنظيم بطولات دولية بأعلى المعايير، كان آخرها بطولة العالم لكرة الطاولة – الدوحة 2025، التي أبهرت الجميع تنظيمًا وحضورًا ومنافسة.
ورغم سجله الحافل وإنجازاته المشهودة، فقد تم تجاهل ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة الطاولة، في موقف أثار دهشة واستياء العديد من المتابعين، لا سيما أنه حصل على أصوات كافية للفوز، بحسب ما أظهرته نتائج التصويت الأولية. لكن تم – بطرق غير شفافة – استبعاده من السباق، دون تقديم مبررات منطقية للرأي العام الرياضي.
هل هو تغييب متعمد للكفاءات العربية؟
هذه الحادثة فتحت الباب على مصراعيه للتساؤل حول ما إذا كان هناك نية مبيتة لإقصاء العرب من المناصب الدولية، حتى وإن كانوا يمتلكون الكفاءة والدعم الجماهيري والمؤسسي. كما تُعيد إلى الأذهان سلسلة من المواقف السابقة التي واجهت فيها المنتخبات العربية والرياضيون العرب قرارات تحكيمية أو تنظيمية أثارت الشكوك حول عدالة النظام الرياضي العالمي.
الفرصة الضائعة والعبرة الباقية
تغييب المهندي لا يمثل فقط ظلمًا لشخصه، بل هو خسارة للاتحاد الدولي نفسه، الذي فوت فرصة الاستفادة من رؤية متقدمة وقيادة نزيهة أثبتت نفسها في ميادين الرياضة. كما أن في هذا الموقف رسالة سلبية لكل الكفاءات العربية الطموحة التي تطمح إلى تمثيل منطقتها في المؤسسات العالمية.
دعوة للتحرك العربي المشترك
ما حدث يفرض على الدول العربية ووزارات الرياضة واللجان الأولمبية العربية أن تتعامل بجدية أكبر مع ملف التمثيل الدولي، من خلال:
دعم مرشحين موثوقين وذوي خبرة.
التحرك دبلوماسيًا ورياضياً لمواجهة التهميش.
خلق تحالفات داخل الاتحادات القارية والدولية.
كشف أي ممارسات غير نزيهة للرأي العام العالمي.
خاتمة: لا يكفي أن ننجح، بل يجب أن نُعترف بنجاحنا
إن التجربة التي خاضها خليل المهندي يجب ألا تمر مرور الكرام، فهي تمثل درسًا مهمًا لكل المؤسسات الرياضية العربية: لا يكفي أن نعمل بجد وننجح، بل يجب أن ننتزع حقنا في الاعتراف والتمثيل. وإذا كان صوت الملاعب لا يكذب، فإن صوت الاتحادات الرياضية يجب أن يكون أكثر عدالة وشفافية، بعيدًا عن الحسابات السياسية والتكتلات الإقصائية.