كافة الحقوق محفوظة © 2021.
منتدون: إنجازات الأردن تحققت بفضل حكمة قيادته الهاشمية وتكاتف شعبه والتفافه حولها ويقظة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية
سراب –
أكد منتدون أن إنجازات الأردن المتراكمة تحققت بفضل حكمة قيادته الهاشمية وتكاتف شعبه ووقوفه صفا واحدا خلف القيادة ووعي ويقظة قواته المسلحة الباسلة وأجهزته الأمنية فرسان الحق ونشامى القوات المسلحة والأمن العام، فالأردنيون عند الشدائد والمفاصل التاريخية جسد واحد وصف واحد كالبنيان المرصوص.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها الحزب الديمقراطي الاجتماعي بمقره في الشميساني بعنوان ” في رحاب الاستقلال دروس الماضي وآفاق المستقبل”، وأدارها العميد الركن المتقاعد عبدالله نصير، بمناسبة عيد استقلال المملكة التاسع والسبعين.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء ” محمد تيسير” بني ياسين، إن الإنجاز الأعظم الذي حققه الأردن كان الحفاط على أمنه واستقراره رغم الظروف الصعبة التي مر بها الإقليم خاصة خلال فترة الربيع العربي وغيرها من التحديات الكبيرة التي واجهته واستطاع تجاوزها.
وأشار بني ياسين إلى أننا اليوم أحوج ما نكون في ظل الطروف الصعبة والتحديات الكبيرة الكبرى إلى التكاتف والتماسك والحفاظ على وحدتنا الوطنية ونسيجنا المجتمعي المميز والوقوف دائما وباستمرار خلف جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير حسين ، ولي العهد، من أجل إدامة الإنجازات وتعزيز مسيرة الإصلاحات.
وقال: لا يمكن لأي عاقل منا أن يقبل كل من يعبث أو يفكر بالعبث في أمن هذا الوطن واستقراره أو المساس بثوابته التاريخية والوطنية والقومية، فالعهد الذي بيننا في أردن العز والشموخ أن نكون الأوفياء للوطن ولقيادته.
واستذكر بني ياسين الأوائل من الآباء والأجداد الذين قضوا وبذلوا أرواحهم وسهروا وتعبوا في سبيل هذا الاستقلال ورفعة الوطن وبناءه والحفاظ على أمنه واستقراره، قائلا ” نسترحم على الشهداء الأبرار وكل الذين لاقوا ربهم آمنين مطمئنين”.
وهنأ جلالة الملك وسمو الأمير حسين، ولي العهد، والشعب الأردني والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بهذه المناسبة الغالية على قلب كل أردني وأردنية، مشيرا إلى المحطات المفصلية في تاريخ الأردن وإنجازاته والتي قادت إلى بناء الدولة الأردنية الحديثة المبنية على ثوابت ومبادئ وطنية راسخة وقيم دستورية أدت إلى استقلال الأردن وتعزيز مكانته القومية والإقليمية والعالمية وتحقيق المزيد من المنجزات في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وبين أن المحطة الأولى كانت خلال فترة عهد الإمارة منذ عام 1923 وحتى يوم 25/5/1946، حيث استمر الأردنيون خلال تلك الفترة بالمطالبة والنضال من أجل الاستقلال وجعل الأردن دولة مستقلة ذات سيادة ، إذ تضمنت هذه الفترة بناء التشريعات والتنظيم والمؤسسات وإجراء العملية الانتخابية عام 1929 وتكريس القانون وهيبة الدولة وبناء المدارس والتعليم وتحسين القطاع الصحي وغير ذلك.
وقال بني ياسين: نستذكر في هذه المرحلة رجال المؤتمر الوطني الأردني الأول الذي عقد في عمان عام 1928 والذي طالب بالاستقلال ورفض وعد بلفور ودعم نضال الشعب الفلسطيني في تلك الفترة من الزمن من أجل الحرية والاستقلال، ثم تلتها محطة ما بعد الاستقلال، إذ توالت الانجازات في عهد الملوك الهاشميين من الشهيد عبدالله المؤسس إلى الملك طلال الذي تولى انجاز دستور عصري، ثم جلالة الملك حسين- طيب الله ثراهم- باني الأردن الحديث ثم تسلم الراية الملك المعزز والمحدث لمسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري.
وأكد أن جميع ملوك بني هاشم ركزوا على أساسيات الاستقلال، والتي أبرزها السياسية والعسكرية والتعليمية والإعلامية وعلى بناء الإنسان الأردني طبقا لمقولة الحسين ” الإنسان أغلى ما نملك”، وفق سياسات ديناميكية تنعكس بايجابية لتحقيق المصالح العليا للوطن رغم المستجدات والمتغيرات.
واستذكر بني ياسين بعض المواقف المهمة جدا في تاريخ الأردن ونضاله والتي كان منها تعريب الجيش العربي واستلام مهام قيادته عربيا بعد إقصاء كلوب باشا والضباط الإنجليز، فكان تعريب الجيش قرارا شجاعا من ملك شاب شجاع غير المعادلة وقلب الموازين وعزز موضوع السيادة والاستقلال الحقيقي.
وأكد أن التطورات والإنجازات في السياسة الأردنية مبنية في الأصل على ثوابت انطلقت من الشرعية الدينية للقيادة الهاشمية ومن مبادئ الثورة العربية الكبرى واستنادا إلى الدستور الأردني الحديث، فجاءت سياسة الأردن الحديث لتطوير وتحديث النظم السياسية، وكان آخرها التعديلات الدستورية ونظام الأحزاب ونظام الانتخاب الذي تبناه جلالة الملك عبدالله وأشرف على تحديثه بنفسه – فكلنا يعلم الظروف المحلية والداخلية والظروف المحيطة والخارجية- واحترام القوانين والشرعية الدولية والقرارات الدولية، والعلاقة الأخوية والتكاملية خدمة للمصالح المشتركة، وعدم التدخل في شؤون الغير وعدم التدخل والمساس بأمن الدول الشقيقة.
وقال إنه في مجال التعليم، كان المعلم الأردني هو الأنسب والباني في الدول الشقيقة، فقد جرى تطوير وتحديث المدارس ، وتطوير وتحديث المناهج المبنية على الفكر والتحليل بدلا من الاعتماد على التلقين وبما يتماشى مع ظروف العصر، وإنشاء الكليات والجامعات ، وتطوير التعليم العالي، وإدخال التعليم المهني، ومساهمة الجيش في التعليم.
بينما في مجال الصحة، أنشئت المراكز الطبية والطبية الشاملة ، والعيادات- الصحة العلاجية
والمستشفيات الكبيرة والميدانية، بالإضافة إلى مساهمة الجيش في النهضة الصحية.
وأكد أن الأردن عاش بكل مكوناته قضية الأمة والعروبة، قضية فلسطين وما تعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من معاناة وويلات الحروب والاحتلال والتهجير، فقد شهد الكثير من التحديات والمصاعب التي عاشها نتيجة الحروب العربية الإسرائيلية قبل وبعد النكبة عام 1948 وبحكم موقعه الجيو سياسي والجيو استراتيجي.
وأشار بني ياسين إلى العديد من التحديات التي واجهها الأردن على الساحة العربية والإقليمية والتي كان لها تأثير بشكل أو بآخر على اقتصاده وأمنه واستقراره مما تسبب في استقباله أعداد كبيرة من اللاجئيين والنازحين والناجين بأرواحهم ليجدوا ملاذا آمنا في بلد الأعضاء والمهاجرين الذين تقاسموا مع أبناءه لقمة العيش وعاشوا معا حياة كريمة.
وأكد أن الأردن ما زال يواجه العديد من المصاعب والتحديات بسبب التطورات الدولية والإقليمية ومن خلال فرض واقع سياسي جديد في المنطقة وتأثير المتغيرات والمستجدات في طبيعة الصراعات الدامية المحيطة بالأردن وما تقوم به إسرائيل من حرب لا إنسانية في لبنان وسوريا واليمن وعدوان بشع في غزة والضفة الغربية ومحاولات محمومة للتهجير الفلسطيني القسري وتجاهل لاتفاقيات السلام وللأعراف القانونية والإنسانية والدولية، مما يشكل غموضا في أمن واستقرار المنطقة ومستقبلها.
كما أكد أن الأردن الأقوى في دعمه للأهل في غزة وفلسطين بكل امكاناته وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية والداعم الرئيس في كل المحافل الدولية والإقليمية والعربية، فجلالة الملك صاحب الخطاب الأقوى دعما للقضية الفلسطينية ورفع المعاناة عن الأهل في غزة وإنهاء الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية وإعادة الحياة الطبيعية ، فجلالته لم يألوا جهدا وكل الدبلوماسيين الأردنيين في سبيل نيل الفلسطينيين لحقوقهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والوصول إلى السلام المنشود، وهذا تجسيد للمواقف الأردنية المعلنة دائما نصرة للشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته.
وقال بني ياسين : وبالرغم ذلك يتعرض الأردن لهجمات شرسة ممنهجة بوسائل التواصل المختلفة ومن خلال أعداد كبيرة من الحسابات الوهمية وغيرها للتشكيك في مواقف جلالة الملك وتشويه مواقف الأردن القومية والعروبية ومحاولة العبث بأمن الوطن واستقراره واستغلال الأنفس المريضة من إجل إثارة الفتن وفتح ثغرات في نسيجه الوطني والحيلولة دون تحقيق أهدافه ومصالحه العليا.
وأضاف: أن الأردن حامل لواء الثورة العربية الكبرى والساعي لبناء نهضة الأمة، فعلى الرغم من أنه من أكثر الدول المدافعة عن قضايا الأمة ومن أكثر الدول الحاضنة لمن تقطعت بهم السبل من أبناء الأمة، إلا أنه لم يسلم من حقد الحاقدين وتشكيك المشككين واتهامه بالتآمر والرجعية والامبريالية وغيرها من المصطلحات السلبية، التي لم تؤثر يوما في المواقف الأردنية العروبية الثابتة والوقوف إلى جانب الأشقاء كلما تطلب الأمر ذلك.
وأشار بني ياسين إلى أن الجيش العربي ركيزة أساسية من ركائز الوطن الرئيسة، مصنع الرجال ومفخرة كل الأردنيين ومصدر اعتزازهم، فقد كان له الدور الطلائعي في الذود عن حمى الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وفي تطوره وتقدمه ونمائه منذ تأسيس الأردن، لا بل بدأ قبل نشأة الدولة الأردنية عندما قدمت نواته مع الأمير عبدالله الأول عام 1921 من الحجاز إلى الأردن.
وأكد أن الجيش العربي الأردني نذر قواته لمساعدة كل الدول الشقيقة التي كانت بحاجة إلى الدعم لأمنها واستقرارها والدفاع عنها، فوصل جنود الجيش العربي الأردني إلى العراق وسوريا عام 1941 وايران وشمال أفريقيا وحضرموت باليمن وإمارة الشارقة وإمارة أبو ظبي عام 1971 واليمن والبحرين.
كما قدم البطولات والتضحيات والشهداء على أرض فلسطين في عام 1948 وما قبلها وخاض العديد من المعارك والحروب على أسوار القدس وفي اللطرون وباب الواد وفي السموع وفي حرب الأيام الستة عام 1967 وقد كان له دور كبير في الجولان عام 1973، أما الكرامة عام 1968 فقد كانت ملحمة بطولية أنهت اسطورة الجيش الذي لا يقهر وكان لها نتائج استراتيجية كبرى وما تلاها من حرب استنزاف خلال الأعوام 1967 إلى 1969 دعما للأشقاء الفلسطينيين وما تلا ذلك مما لا نرغب في ذكره من تجاوزات مؤسفة للأمن الداخلي والتهديد السوري للأردن ودخول القوات السورية للأراضي الأردنية وغيرها.
وأشار بني ياسين إلى أن الجيش العربي كان له أدوار قومية أخرى من خلال مساهماته في تدريب وتنظيم وإعداد العديد من الجيوش العربية الشقيقة والصديقة، كما لعب أدوارا عالمية ومن خلال مشاركات كبرى في مهام حفظ السلام الدولية والتي نقلت مرتبات الجيش إلى العالمية وإلى الانفتاح العالمي والعمل على المستوى الدولي جنبا إلى جنب مع جيوش متقدمة متعددة الأجناس والأعراق والأديان، وهذه بمجملها مهام عسكرية وسياسية ودبلوماسية وانسانية ذات قيمة عالمية لإحلال الأمن والسلام الدوليين.
وقال العميد الركن المتقاعد عبدالله نصير إن الحديث عن الاستقلال لا يكتمل دون الوقوف باعتزاز أمام الدور الجليل الذي تضطلع به القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في صون الوطن وحماية منجزاته، فقد حظيت هذه المؤسسات الوطنية برعاية ملكية سامية منذ فجر الاستقلال واستمر هذا النهج راسخا في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، والذي لم يدخر جهدا في تطوير امكاناتها ورفع كفاءتها وتسليحها بأحدث الوسائل لتبقى الدرع والحصن المنيع في وجه من تسول له نفسه المساس بأمن الأردن.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الدكتور بدر الماضي إن الملك عبدالله الأول أتى بمشروع عربي هدفه توحيد الأمة العربية تحت مملكة واحدة، لكن هذا المشروع اصطدم بالفكر الاستعماري الذي لا يريد لهذا الحلم أن يتحقق؛ وهو ما جعل الأمير عبدالله آنذاك يقبل بالمشروع حتى ولو كان صغيرا في تلك الفترة، وكان في ذهنه تصور فكرة الدولة وأنه يمكن توسيعه في أكثر من حاضرة عربية، وأولى هذه الحواضر العربية التي تم ممارستها عمليا فلسطين، وذلك عندما تم توحيد الضفتين.
وأشار إلى أن سايكس بيكو بقي المرجع الاساسي للعالم الاستعماري لإسقاط المشروع العربي
للأمير عبدالله آنذاك، مؤكدا أن فكرة تصور الدولة للأمير عبدالله آنذاك كانت قومية وفكرة رائدة لا تريد أن تختصل أحدأ ولا تريد أن تربط احد على أحلامه وتطلعاته بشكل أو بآخر.
وبين الماضي أن الأمير عبدالله آنذاك واجه تحديات، أهمها بناء وحدة المجتمع من لا شيء، مشيرا إلى أن حكومة رشيد طليع الأولى، هي أول حكومة في تاريخ إمارة شرق الأردن والأولى أيضا في عهد الملك عبد الله الأول، إذ تشكلت الحكومة في 11 أبريل 1921.
وأشار إلى أن أولى الممارسات الديمقراطية في الأردن تمت عام 1929 عندما تم اجراء الانتخابات، فنحن لسنا حديثي العهد بالمشاركة السياسية.
وقال الماضي إنه في عهد الملك طلال تم وضع الدستور عام 1952 ، فهو يمثل وثيقة قانونية أساسية تحدد نظام الحكم في المملكة الأردنية الهاشمية.
وأشار إلى أنه في عهد الملك حسين تم البناء المؤسسي وإدراك قيمة رأس المال البشري، فحاليا هناك 450 ألف أردني بالسعودية و 250 ألف بالامارات، و 40 إلى 50 ألف بكل من قطر والبحرين وعمان، قائلا ” نحن نتكلم عن رأس مال حقيقي ولم يأتي من فراغ”.
كما أسس جلالته نهجا في السياسة الخارجية يعتبر القضية الفلسطينية ركيزة أساسية وجزء لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأردنية.
وأشار الماضي إلى أن الأردن لم يدخل في محاور عربية لأن المحور في تضاد مع الآخر بل دخل في تحالفات عربية وإقليمية، فهو بعيد عن أية استقطابات سياسية.
أما في عهد الملك عبدالله الثاني، فكان المشروع البناء على ما تم إنجازه، لكن هنالك أولوية التصور الأردني، فالأردن القوي سند لأشقائه، مع التركيز على القضية الفلسطينية واعتبارها القضية المركزية في الشرق الأوسط، وضرورة مساندة الفلسطينيين في قيام دولتهم والوقوف ضد التهجير، بحسب الماضي.
وأشار إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري الذي حدث في عهد جلالته، مبينا أن تطوير التشريعات مهم جدا فهو يشكل حيوية المجتمعات.