كافة الحقوق محفوظة © 2021.
تجاوزات في اتحاد كرة الطاولة تثير مخاوف من إفساد الانتخابات المقبلة وهيئة عامة تناشد سمو ولي العهد
سراب سبورت –
تتزايد التحذيرات داخل الوسط الرياضي من ممارسات توصف بأنها تؤثر على نزاهة العملية الانتخابية المرتقبة في اتحاد كرة الطاولة الأردني، الذي بات يعمل حاليًا بصفته اتحادًا مسيّرًا للأعمال بعد انتهاء ولايته الرسمية مع ختام أولمبياد باريس 2024.
وأكد عدد من أعضاء الهيئة العامة للاتحاد أن ما يجري “يبعد العملية الانتخابية عن مسارها الديمقراطي والشفاف”، مشيرين إلى محاولات واضحة لتوجيه الانتخابات لصالح أسماء بعينها من المجلس الحالي، باستخدام وسائل وصفوها بأنها “غير مهنية وغير قانونية”.
مخالفات واضحة بحضور رسمي
من أبرز المخالفات التي تم توثيقها، احتساب شخصين عن نادٍ واحد ضمن النصاب القانوني لاجتماع الهيئة العامة (المندوب الرسمي والبديل)، في مخالفة صريحة للنظام، وبحضور مندوب اللجنة الأولمبية الأردنية، دون أن يتم تصويب الأمر.
كما تحدث الأعضاء عن تدخل مباشر من مندوب اللجنة الأولمبية في العملية الانتخابية، من خلال التواصل الهاتفي مع عدد من أعضاء الهيئة العامة لتوجيههم للتصويت لصالح أشخاص من المجلس الحالي.
وعود وتعيينات مبنية على المحسوبية
وشملت التجاوزات، بحسب المصادر، وعودًا قدمها مسؤولون لأحد المدربين بقبول طلبه إذا صوّت للرئيس الحالي، بالإضافة إلى تعيين مدرب للمنتخب الوطني تجمعه صلة قرابة مع نائب رئيس الاتحاد وأمين عام اللجنة الأولمبية، رغم أنه مُقال حديثًا من أحد الأندية، ما يثير علامات استفهام حول دوافع التعيين.
بطولة قبل الانتخابات واجتماعات في المقاهي
ويستعد الاتحاد لتنظيم بطولة للأندية قبيل الانتخابات بأسابيع قليلة، في خطوة رأى فيها مراقبون “محاولة للتقرب من بعض الأندية وكسب تأييدها انتخابيًا”، في حين جرى توجيه دعوات لبعض الأندية للمشاركة في بطولة أُقيمت في العقبة ضمن رحلة ذات طابع سياحي يُعتقد أنها ذات أهداف انتخابية.
وأشارت المصادر إلى اجتماعات غير رسمية تُعقد في المقاهي تضم الرئيس ونائبه وأمين السر ومندوب اللجنة الأولمبية لدى الاتحاد، بهدف ترتيب آليات لإقصاء مرشحين محتملين من المنافسة على مقاعد مجلس الإدارة المقبل.
تجاوزات مالية وتمرير عضويات
وفي خرق صريح للنظام، قام أحد أعضاء الاتحاد بتسديد الاشتراك السنوي المتأخر عن أحد الأندية بعد فوات الموعد الرسمي، لضمان بقائه ضمن روابط التصويت، رغم أن الأنظمة تنص صراحة على إسقاط عضوية أي نادٍ لا يلتزم بالسداد ضمن المدة القانونية.
مناشدة سمو ولي العهد
وفي ظل هذه التجاوزات، ناشد عدد من أعضاء الهيئة العامة والرياضيين سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، التدخل لحماية نزاهة العملية الانتخابية في الاتحاد، مؤكدين أن حديث سموه في مناسبات سابقة عن “وجود خلل في منظومة العمل داخل الاتحادات والأندية الرياضية” يعكس حجم التحدي القائم وضرورة التصدي له.
وأكدت المصادر أن “استمرار هذه الممارسات من شأنه تفريغ العملية الانتخابية من مضمونها الحقيقي، وتكريس حالة الإحباط لدى الكفاءات الرياضية الراغبة في خدمة اللعبة بجدية بعيدًا عن الحسابات الشخصية أو العائلية”.
“وعود التعيين من نائب الرئيس المقرّب من أمين عام اللجنة الأولمبية تثير المخاوف بعد تعيين مدرب من طرفه”
يثير نائب رئيس إحدى الاتحادات الرياضية، المقرّب من أمين عام اللجنة الأولمبية الأردنية، جدلاً واسعاً بعد تداول معلومات عن تقديمه وعوداً بالتعيين لعدد من الشخصيات الرياضية، وسط مخاوف من تأثير هذه التحركات على النزاهة والشفافية في التعيينات داخل المنظومة الرياضية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن نائب الرئيس قام بالفعل بتعيين مدرب محسوب عليه، ما أثار علامات استفهام حول آلية التعيينات والمعايير التي يتم اعتمادها. وتشير المعلومات إلى أن هناك توجهاً للتعاون مع شخصيات رياضية أخرى من خارج الإطار المؤسسي الرسمي، ما يثير الشكوك حول وجود تدخلات أو ترتيبات مسبقة تتجاوز القنوات الإدارية المعتمدة.
هذه التحركات أثارت استياء بعض أعضاء مجلس الإدارة، الذين أعربوا عن قلقهم من أن تؤثر هذه التعيينات على الأداء الفني والاستقرار داخل الاتحاد، داعين إلى مراجعة القرارات بما يضمن العدالة والكفاءة والابتعاد عن المصالح الشخصية.
ويأتي هذا في وقت حساس تمرّ به الرياضة الأردنية، حيث تتزايد المطالب بضرورة تعزيز الحوكمة والشفافية في إدارة الاتحادات الرياضية، وفصل القرارات الفنية عن التأثيرات الشخصية أو السياسية.
دعوات لتدخل اللجنة الأولمبية فورًا
وطالب المعنيون اللجنة الأولمبية الأردنية بـ”التحرك الفوري لإعادة ضبط الأمور ووقف أي تدخل إداري أو شخصي من قبل الاتحاد أو مندوبي اللجنة في مجريات الانتخابات”، مشددين على أن “الوقت لا يزال متاحًا لإعادة الأمور إلى نصابها، وضمان انتخابات نزيهة تمثل كافة مكونات اللعبة”.