كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“بطولة الأميرة آية تكشف تراجع مستوى الكرة الطائرة للسيدات في الأردن”
“كرة الطائرة النسوية في الأردن.. دوري بلا قاعدة ومستقبل غامض”
سراب سبورت _ ريما العبادي
أعاد اللقاء الأخير بين نادي وادي فينان ونادي دير علا، ضمن بطولة كأس الأميرة آية لكرة الطائرة للسيدات، طرح سؤال مؤلم يتردد همسًا بين أوساط الرياضيين: هل نملك فعلًا دوريًا نسويًا حقيقيًا في الأردن؟
بطولة بلا قاعدة.. ومستوى فني محبط
المباراة الأخيرة كشفت ضعفًا واضحًا في المستوى الفني، وسط غياب لاعبات شابات، واعتماد الأندية على أسماء قديمة عمرها يتجاوز 14 عامًا في الملاعب، بمتوسط أعمار يتراوح بين 30 و45 عامًا.
ورغم بعض التبريرات التي تحاول تحميل ضعف الأداء لعوامل خارجية مثل قلة القاعات أو المواصلات، إلا أن الحقيقة تبقى واضحة: نفتقد قاعدة صلبة لبناء كرة طائرة نسوية حقيقية.
أندية مغلقة وأخرى منسية
نادي النقع، الذي كان نموذجًا يُحتذى في تقديم اللاعبات، حُلّ دون أي دعم من الاتحاد، لتنتقل لاعباته إلى نادي وادي فينان، الذي لا يُنتج لاعباته بل يعتمد على شراء اللاعبات من أندية أخرى. أما نادي النصر، فرغم تفوقه، كان يوزع لاعباته على أندية متعددة ليُستكمل الدوري، في ظل غياب أندية مؤهلة للمنافسة.
مدارس إعداد شكلية ورواتب تُصرف بلا رقابة
من أبرز القضايا التي تكشف الخلل التنظيمي، اكتشاف الاتحاد أن بعض مدارس الإعداد لم تكن تُمارس أي نشاط تدريبي، رغم صرف رواتب عالية للمدربين. أحد المراكز لم يُفتح أساسًا، ولم تتم محاسبة أحد، رغم أن ذلك يدخل ضمن شبهات الهدر أو حتى الاختلاس من المال العام.
غياب المحاسبة.. والإعلام غائب أو مجامل
لم نرَ تحقيقًا إعلاميًا جادًا عن سبب حلّ نادٍ مثل النقع، أو عن الأندية التي تتكرر فيها نفس الأسماء دون تطوير. حتى الإعلام الرياضي، الذي يجب أن يكون طرفًا محايدًا ومراقبًا، تحول إلى أداة لـ”الشو الإعلامي”، بينما تتراجع اللعبة على أرض الواقع.
الاتحاد.. أين التخطيط وأين الرؤية؟
رغم وجود سيدات في عضوية الاتحاد، لم تُطلق بطولات في المحافظات رغم توفر الصالات. المدرب المصري الحالي لم يُحقق أي تطور يُذكر، واللاعبون المعتزلون القادرون على تقديم الاستشارات الفنية خارج الصورة تمامًا.
دراسات أكاديمية مثل التي قدمها الدكتور صالح حماد حول واقع الرياضات الفردية والجماعية، تُحذر من هذا التراجع، وتدعو لتفعيل دور المختصين بدلاً من تكرار أسماء لا تضيف شيئًا للعبة.
الحلول موجودة.. هل من يسمع؟
دعوة أندية كبرى وجماهيرية مثل الأرثوذكسي، الأهلي، شباب الفحيص والإنجليزية، يمكن أن تنقذ اللعبة، لو توافرت الإرادة داخل الاتحاد.
أما إذا استمر التعتيم، وعدم المحاسبة، والاعتماد على أسماء مكررة، فإن كرة الطائرة النسوية في الأردن ستبقى بلا قاعدة، وبلا مستقبل.