كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“دوري ثلاثة أشهر ومنتخب غائب: إلى أين تأخذنا منظومة الاتحاد؟”
“كرة اليد الأردنية بين الأمس واليوم: تراجع أم سوء إدارة؟“
سراب سبورت _
تهدف إقامة المسابقات المحلية في كرة اليد إلى تحقيق استمرارية اللعب، وخلق بيئة تنافسية بين الأندية، وتطوير أداء اللاعبين، وصولًا إلى إنتاج جيل واعد يمكن دمجه مع الفريق الأول، لتكون المحصلة النهائية قوة للمنتخب الوطني.
فالمعادلة واضحة: “دوري قوي = منتخب قوي”، والعكس صحيح.
ومن هنا نسلط الضوء على مجموعة من الملاحظات التي تعكس سوء الإدارة والتخطيط في منظومة الاتحاد الأردني لكرة اليد خلال السنوات الأخيرة:
الماضي: استقرار وتنافسية
في الحقبة السابقة، كانت البطولات أكثر كثافة وتنظيمًا، وتمتد لفترات زمنية أطول، خصوصًا دوري الرجال، إلى جانب تنظيم بطولات الفئات العمرية التي ساهمت في رفد الأندية والمنتخب بلاعبين موهوبين.
كما شهدت تلك المرحلة منافسة قوية بين الأندية، وتحفيزًا على المشاركة الخارجية (البطولات العربية والآسيوية)، إضافة إلى توفير حوافز مادية ساعدت على الاستمرار في اللعبة وتطويرها.
الحاضر: وعود لم تُنفذ
منذ تسلم الإدارة الحالية للاتحاد في عام 2018، رُفعت شعارات التغيير والتطوير والانضمام إلى صفوف المنتخبات القوية، لكن ما حدث على أرض الواقع كان عكس ذلك تمامًا.
تقليص البطولات: تم دمج دوري الرجال مع كأس الأردن، ليُختصر الموسم الكروي في أقل من 3 أشهر. فما الذي سيشغل به اللاعب بقية السنة؟
بطولات الفئات العمرية: تراجعت بشكل كبير، وأصبحت تُحسم أحيانًا بمباريات خروج المغلوب، ما أدى إلى اقتصار مشاركة بعض الأندية على مباراة واحدة فقط!
إهمال الأندية: أصبحت لعبة كرة اليد على الهامش، وتخلت بعض الأندية عنها بسبب التخبط الإداري وغياب الدعم الحقيقي.
غياب المشاركة الخارجية: في عام 2019 استضاف الأردن البطولة العربية للأندية الأبطال، فلماذا لم يشارك بطل الدوري الأردني فيها؟
المدربون.. معيار مزدوج
اختيارات الاتحاد للمدربين أصبحت محل انتقاد واسع. فالمدرب الذي يعمل بجد ويطوّر اللاعبين لا يجد التقدير، بينما من يسعى لبناء علاقات شخصية داخل الاتحاد هو من يُكافأ بالمناصب.
حتى مراكز الواعدين التي يروّج لها الاتحاد، هي في الواقع “فقاعات مؤقتة” سرعان ما تتلاشى بسبب ضعف المتابعة وقلة الاهتمام الحقيقي بالفئات العمرية.
غياب الرؤية.. وتدمير المواهب
لا توجد رقابة أو محاسبة، والنتيجة: تدني مستوى اللاعب الأردني، وتراجع مشاركة الأندية في البطولات المحلية والخارجية، وتدمير مواهب كانت قادرة على صنع الفارق في المنتخب الوطني.
إلى متى يستمر هذا الحال؟
أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات، وحقائق مؤلمة نضعها أمام من يهمه مستقبل اللعبة في الأردن.
وللحديث بقية…