كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حزم البرامج المحفزة للشباب في الأردن: دعم مستدام لمستقبل واعد.. د.ثروت المعاقبة
حزم البرامج المحفزة للشباب في الأردن: دعم مستدام لمستقبل واعد/ د.ثروت المعاقبة
يعتبر الشباب من أهم عناصر القوة والتنمية في أي مجتمع، فهم المحرك الأساسي للإبداع والتغيير الإيجابي والسريع، وفي الأردن تحديدا نسبة السكان من الفئات العمرية الشابة مرتفعة، فبرزت الحاجة إلى تبني سياسات ومبادرات تحفّز هذه الفئة وتستثمر في قدراتها وإمكانياتها، وعلى ضوء ذلك، أطلقت الحكومة الأردنية، إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، مجموعة من حزم البرامج المحفزة للشباب التي تهدف إلى تمكينهم اقتصاديًا، اجتماعيًا، وتعليميًا، وتحفيزهم على الابتكار والريادة والإبداع.
وتقدم وزارة الشباب الأردنية في عام 2025 مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في مختلف مجالات الحياة، وتركز هذه البرامج على تطوير المهارات، تعزيز الصحة النفسية، دعم الابتكار، وتشجيع المشاركة السياسية والاجتماعية، خصوصا مع اختيار مدينة عمان لتكون عاصمة الشباب العربي لعام 2025، مما يعكس التزام الأردن بدعم الشباب وتعزيز دورهم في التنمية المستدامة، وستشهد المدينة تنظيم فعاليات وبرامج شبابية عربية تركز على الابتكار، الريادة، المشاركة السياسية، والثقافة، وفيما يلي أبرز هذه البرامج التي تنفذها وزارة الشباب حاليا ومنها :
_ الورشات الخاصة بالقرار الأممي 2250 الأول من نوعه الذي يعترف بالدور المحوري للشباب في بتعزيز السلام والأمن الدوليين. حيث يركز القرار على خمسة محاور رئيسية: المشاركة، الحماية، الوقاية، الشراكات، وإعادة الإدماج.
_برامج الرفاه النفسي يهدف إلى تعزيز الوعي بالصحة النفسية وتقديم الدعم النفسي للشباب، بالتعاون مع منظمات دولية مثل اليونيسف.
_ الحوار والمشاركة السياسية يهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب في القضايا الوطنية من خلال جلسات حوارية تُعقد في مختلف محافظات المملكة، بمشاركة شخصيات وطنية وصناع قرار.
-حاضنات الابتكار الاجتماعي تأسست في عدة محافظات لتوفير بيئة داعمة للمشاريع الريادية والابتكارية التي يقودها الشباب، بالتعاون مع منظمات مثل اليونيسف ومؤسسة نهر الأردن.
_الأركان الشبابية وهي مساحات مخصصة لتنظيم ورش عمل وتدريبات تهدف إلى تطوير مهارات الشباب وتوجيههم نحو الريادة والتمكين الاقتصادي.
_ برنامج المرافق السياحي برنامج تدريبي يعنى بتأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات اللازمة للعمل في القطاع السياحي، يركز البرنامج على تدريب الشباب في مجالات مختلفة مثل الإرشاد السياحي، إدارة المنشآت السياحية، وتقديم الخدمات السياحية.
_برنامج البنك الدولي ويستهدف تقديم خدمات اجتماعية للشباب الأكثر تأثرًا، بهدف تحسين جودة حياتهم وتعزيز اندماجهم في المجتمع.
_برنامج التجارة الإلكترونية بالتعاون مع شركة البريد الأردني، ضمن حزمة برامج تهدف إلى تمكين الشباب اقتصاديًا ومهنيًا، وتعزيز مشاركتهم في سوق العمل الرقمي.
_برنامج التسويق الرقمي بالتعاون مع معهد الإدارة العامة، ويهدف إلى تزويد الشباب بالمهارات العملية والمعرفية اللازمة في مجال التسويق الرقمي، بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديث.
ولا بد أن نتحدث عن البرامج الحكومية التي وفرتها الدولة للشباب من خلال ما يلي:
أولا. صندوق دعم الطالب والتعليم المهني
حيث أُطلقت مبادرات حكومية لتشجيع التعليم المهني والتقني، وتقديم الدعم المالي للطلبة من ذوي الدخل المحدود، ويشمل هذا الصندوق تغطية رسوم الجامعات والكليات المتوسطة بهدف الحد من البطالة ومواءمة مخرجات التعليم مع سوق العمل.
ثانيا. برنامج “خدمة وطن”
ويعتبر برنامج تدريبي وطني أطلقته وزارة العمل الأردنية، بهدف تدريب الشباب في مجالات مهنية وتقنية مختلفة، مع توفير رواتب شهرية وحوافز مالية خلال فترة التدريب، ويسهم البرنامج في ربط المتدربين بفرص العمل الحقيقية في السوق المحلي.
ثالثا. حاضنات الأعمال والمبادرات الريادية
حيث تم إنشاء مراكز لريادة الأعمال في الجامعات وبعض المحافظات، تم تقديم الدعم اللوجستي والفني والمالي للمشاريع الناشئة، وتوفير فرصً للشباب لتحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للنمو والتطوير.
ولابد أن أن نتحدث عن مبادرات المجتمع المدني والمنظمات الدولية
أولا . برنامج “نحنُ” – منصة التطوع الوطنية بالتعاون بين وزارة الشباب ومنظمة اليونيسف، تهدف هذه المنصة إلى إشراك الشباب في أنشطة تطوعية ومجتمعية، وتمنحهم شهادات مشاركة تعزز فرصهم في سوق العمل.
ثانيا . برنامج مهارات ” Google”
تم اطلاقة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الرقمي، ويهدف إلى تطوير المهارات الرقمية لدى الشباب الأردني، يتضمن البرنامج ورشات عمل ودورات تدريبية عبر الإنترنت في مجالات مثل التسويق الرقمي، تحليل البيانات، والبرمجة.
ثالثا. مبادرات صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية حيث يدعم الصندوق مشاريع شبابية في مجالات متعددة مثل الثقافة، التكنولوجيا، الريادة، والبيئة كما يُموّل برامج تدريبية وورش عمل ومنافسات لتعزيز الابتكار والإبداع.
أما عن حزم التمويل والدعم المالي فهناك ما يلي :
أولا. برامج تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة حيث تُقدم من خلال البنك المركزي الأردني بالتعاون مع البنوك المحلية، وتوفر قروضًا ميسّرة بفوائد منخفضة لدعم مشاريع الشباب الريادية.
ثانيا. مبادرة “مشروعك” حيث أُطلقت المبادرة لتشجيع الشباب على تأسيس مشاريعهم الخاصة، مع توفير الإرشاد والتمويل، خاصة في المناطق الأقل حظًا، وتُعد المبادرة جزءًا من استراتيجية التنمية الاقتصادية المحلية.
رابعا: التحديات والفرص
على الرغم من وفرة البرامج، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، مثل:
– ضعف الوعي لدى الشباب بوجود هذه الحزم والبرامج.
– البيروقراطية في بعض الإجراءات.
– ضعف التنسيق بين الجهات المختلفة.
ومع ذلك، فإن هذه المبادرات تمثل فرصة حقيقية للشباب إذا تم الترويج لها بشكل فعّال، وتكاملت الجهود بين القطاعين العام والخاص ، وتشكل حزم البرامج المحفزة للشباب في الأردن حجر الأساس لبناء مستقبل تنموي مستدام، إذ تُسهم في تمكين الشباب وتعزيز قدراتهم، مما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد الوطني والمجتمع ككل، ويبقى التحدي الأكبر هو ضمان استمرارية هذه المبادرات وتوسيع نطاق الاستفادة منها لتشمل جميع الشباب في مختلف مناطق المملكة.