منذر عقيلان يكتب .. بين المهنية والبحث عن الإثارة: رسالة إلى الصحفي علي نوري

الرياضة، بطبيعتها، تجمع الناس وتخلق بيئة من التنافس الشريف، المبني على الاحترام والروح الرياضية. وهي كذلك، في جوهرها، أداة للتقريب بين الشعوب وتعزيز العلاقات بين الدول. إلا أن بعض الأصوات التي تختار طريق الإثارة على حساب القيم، قد تسيء لهذه الرسالة النبيلة.

في الآونة الأخيرة، ظهرت تصريحات إعلامية من الصحفي علي نوري، حملت في طياتها لهجة هجومية ومسيئة تجاوزت حدود النقد البناء، وتناولت الأردن بشكل غير لائق. ونحن، إذ نؤمن بحرية التعبير، نرفض بشدة أن تتحول هذه الحرية إلى منصة للإساءة أو التهجم على الدول والشعوب.

إن العلاقات الأردنية العراقية علاقات تاريخية عميقة، تقوم على الاحترام والتعاون، ولا يمكن أن تهتز بتصريح شخصي لا يمثل إلا صاحبه. مثل هذه التصريحات لا تخدم إلا أصحابها في محاولة لصناعة ترند مؤقت، لكنه لا يترك سوى الأثر السلبي، لا على الأردن فحسب، بل على صورة الإعلام العراقي كذلك، الذي نكن له كل التقدير حين يلتزم بالمهنية والمسؤولية.

ما يحتاجه المشهد الإعلامي اليوم هو خطاب يحترم عقول الناس، ويساهم في بناء الوعي وتعزيز الروابط، لا هدمها. الشهرة التي تُبنى على الإساءة لا تدوم، أما الاحترام الذي يُكتسب بالمصداقية والنزاهة، فهو الباقي.

ندعو الزميل علي نوري، وكل من يسير على هذا النهج، إلى مراجعة الخطاب والأسلوب، والعودة إلى جوهر الصحافة الحقيقي: نقل الحقيقة، واحترام الآخر، وخدمة المجتمعات لا إثارتها.