سراب سبورت
مجلة رياضية

جمال السلامي… رجل الظل الذي ينجح حين يُكمل البناء

سراب سبورت _

في عالم كرة القدم، تُنسى أحيانًا الأدوار التي لا تتوّج بالألقاب مباشرة، ويغيب عن الذاكرة من يزرع بذور النجاح دون أن يحصدها بنفسه. لكن بعض الأسماء تثبت أن الاستمرارية في البناء، والمضي قدمًا على أساس متين، يمكن أن تكون هي سر النجاح. جمال السلامي، اسم ارتبط مرارًا بمرحلة “ما بعد عموتة”، لكنه في كل مرة، لم يكن مجرد تابع أو مكمّل، بل كان شريكًا غير مباشر في الإنجاز، إذ عرف كيف يُطوّع التركة ويضيف من عنده حتى يصل إلى النتائج.

من الفتح الرباطي… البداية

حين غادر الحسين عموتة نادي الفتح الرباطي سنة 2011، كان الفريق في طور التشكيل، يعيش ديناميكية جديدة بعد تتويجه بكأس الكونفدرالية الإفريقية. فجاء السلامي واستلم المشروع. ورغم أن النادي لم يحقق الألقاب تحت قيادته، إلا أنه كان قريبًا جدًا من الفوز بالبطولة في موسمه الأول، واشتغل على التكوين والتوازن والتكتيك، فخلق جيلاً جديدًا ومتماسكًا من اللاعبين، مهد الطريق لمن أتى بعده.

لم يكن السلامي يتصرف كمدرب طارئ أو كمن يحاول ترك بصمته بسرعة. اشتغل بتأنٍ، بروح المعماري، وكانت الثمار واضحة لاحقًا حين جاء وليد الركراكي ليجد كل شيء جاهزًا، فيضع لمساته الأخيرة ويحصد البطولات. والعارفون بخبايا النادي يدركون تمامًا أن من دون مرحلة السلامي، ما كانت لتأتي نتائج الركراكي.

من الفتح إلى النشامى… قدرٌ يُعيد نفسه

سنوات بعد ذلك، وفي محطة مختلفة تمامًا، يعود القدر ليجمع بين المسارين من جديد: الحسين عموتة ينجح مع منتخب الأردن، يقوده إلى نهائي كأس آسيا ويعيد الأمل للجماهير، لكنه يغادر قبل إتمام المهمة الكبرى… فيأتي جمال السلامي.

كانت التركة ثقيلة، والانتظارات عالية. فالسلامي لا يُطلب منه فقط الحفاظ على الأداء، بل إنجاز ما لم يسبق أن تحقق في تاريخ الكرة الأردنية: التأهل إلى كأس العالم. هدف بدا مستحيلًا في نظر البعض، لكنه تعامل معه بهدوء ومسؤولية، مركزًا على نقطة القوة: أن فريقًا قد بُني فعلاً، وينقصه فقط التوجيه الصحيح والإيمان بالقدرة على الوصول.

السلامي لم يكتفِ بالإرث، بل اجتهد وطور، خاصة على مستوى الانضباط التكتيكي والجاهزية الذهنية. استطاع أن يُخرج أفضل ما في لاعبيه، واستثمر اللحظة التاريخية بأقل هامش من الأخطاء، فكان التأهل إلى مونديال 2026 تتويجًا لمجموعة جهود سابقة، وإنجازًا شخصيًا كبيرًا للمدرب المغربي.

دروس من التجربة

1. استمرارية النجاح لا تقل قيمة عن بدايته
ما فعله عموتة في البداية كان عظيمًا، لكن الحفاظ على مستواه وتطويره هو التحدي الأصعب، وقد نجح السلامي فيه بامتياز.

2. النية الصافية تصنع الفرق
السلامي لم يسعَ لإلغاء ما قام به سلفه، بل احترمه واشتغل عليه. هذه النية – في عالم مليء بالأنانية والصراعات – كانت مفتاح النجاح.

3. النجاح لا يعني البدء من الصفر دائمًا
في كثير من الأحيان، يكون احترام العمل السابق، ومواصلة الطريق بإبداع وذكاء، هو الطريق الأسرع والأذكى لتحقيق الإنجاز.

4. الروح الجماعية هي من تصنع الفارق
من المغرب إلى الأردن، لم ينجح السلامي في مهمة فردية، بل خلق مجموعة منسجمة مؤمنة بهدفها، فكان النجاح جماعيًا.

الختام… تهنئة مستحقة

تأهل النشامى إلى كأس العالم 2026 حدث سيدخل كتب التاريخ الرياضي الأردني من أوسع أبوابه. وهو في الآن ذاته شهادة تقدير غير مباشرة لجيل من المدربين المغاربة الذين صنعوا الفارق خارج الحدود. فمبروك لجمال السلامي على الإنجاز، ومبروك للأردنيين الذين آمنوا بمشروع رياضي جديد، كتب سطوره الأولى عموتة… وختمه السلامي بأحرف من ذهب.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
ردا على تصريحات النائب قاسم القباعي "الرياضة ليست ترفًا… كرة القدم الأردنية صناعة وطنية توحّد الأردن... "النشامى" يتصدر ترتيب كأس العرب مع نهاية دور المجموعات القدومي ومجلس إدارة نادي التنس الأردني يهنئون د. منال طه بفوزها بالمركز الثالث في جائزة الحسين للعمل... الشيخة نعيمة الصباح… بصمة قيادية تصنع نجاح بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الدوحة تستعد لانتخابات الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وتكريم محمد جميل عبد القادر يزيد أبو ليلى… الحارس الذي يقف كجدار من أعصاب الفولاذ محمد صلاح ...هل بدأت النهاية ؟ بقلم: منير حرب غياب المصداقية في تصريحات عموتة وحقيقة المواقف التي لا تتبدل نادي شباب عيرا يهنئ النشامى ويشيد بالروح القتالية بعد الفوز على مصر الأرثوذكسي يصنع جيلاً ذهبياً… وزيد ساحوري يوقّع إنجازاً جديداً محمد أبو زريق “شرارة”… الفتى الذي وُلِد ليُشعل الملاعب انطلاق الفعاليات التدريبية لبرنامج التطوع الأخضر في مديرية شباب الزرقاء السفير الأمريكي يشارك الجمهور الأردني الاحتفاء بهدف شرارة خلال فعالية وزارة الشباب أمجد القيسي… الحضور العربي الأبرز في التحليل الرياضي وصوت الأردن الذي خطف شاشات المنطقة موظف في وزارة الشباب… ومتضمن ملاعب اللجنة البارالمبية! لمن تُمنح الامتيازات؟ إحسان حداد: السعادة تتضاعف… حين يشرّف النشمي وطنه بالعلامة الكاملة "شراء ذمم... دعاية مبكرة... ومال عام يُنهب بصمت!" بين لعنة الأبطال وحلم النشامى… قراءة في مجموعة الأردن مع الأرجنتين والنمسا والجزائر في مونديال 2026 سمر نصّار تبني… بينما في رياضات أخرى خسرنا أبناءنا بسبب العناد ودفن ملفات الفساد المعلق السعودي سمير العريفي: سواء بالأُساسي أو الرديف… النشامى منتخب مُخيف! سلامي: الظروف خدمت الأردن في «كأس العرب» ولي العهد يهنئ النشامى بعد ثلاثية مصر: «بالعلامة الكاملة… مبارك للأردن» د. منال طه تحصد المركز الثالث في جوائز مؤسسة ولي العهد عن مبادرة "يوم المرح".. فخرٌ لكلية علوم الريا... منير حرب يكتب ... كأس العرب بكرة القدم ... نجاح غير متوقع فوز مصر برئاسة اللجنة الحكومية الدولية للتربية البدنية والرياضة باليونسكو علي علوان… حين ينهض الفتى الذي لا يعرف التراجع مدرب النشامى "سلامي" : من المبكِّر الحديث عن كأس العالم الملاكم محمد أبو خديجة: زيارة سمو الأمير الحسن لبيتي المتواضع وسام شرف على صدري تمكين شباب وشابات الأزرق ... رؤية حكومية تُترجم على أرض الواقع بالصور..تفاصيل ماراثون زايد الخيرى في مؤتمر صحفي بالقاهرة