كافة الحقوق محفوظة © 2021.
منتخب الواعدين 2008… حجر الأساس لمستقبل كرة اليد الأردنية أم حلقة جديدة من الإخفاقات؟
سراب سبورت –
في الوقت الذي تُبنى فيه المنتخبات الوطنية في مختلف الرياضات على أسس علمية تبدأ من الفئات العمرية الصغيرة، فإن منتخب الواعدين مواليد 2008 يُفترض أن يكون البذرة التي يُعتمد عليها لبناء منتخب رجال قوي يمثل الأردن في المحافل الدولية. إلا أن الواقع يُظهر صورة مقلقة تستدعي الوقوف الجاد عند العديد من التساؤلات حول طريقة التأسيس والاختيار والإشراف.
إذ أن فكرة إنشاء منتخب واعدين تُعد خطوة ضرورية وذكية، لكنها تفتقر حتى اللحظة إلى الرؤية المتكاملة. فالمنتخب، الذي كان من المفترض أن يكون نواة المستقبل، جرى تجميعه بشكل مستعجل، دون الاعتماد على معايير واضحة للتفوق والاستحقاق، بل شاب العملية الكثير من المجاملات لبعض إدارات الأندية، رغم عدم وجود دوري رسمي لهذه الفئة، وغياب المباريات التجريبية التي تتيح للمدربين فرصة الاختيار العادل.
وجاءت المشاركة الأولى لهذا المنتخب في البطولة العربية للأشبال لبلاد الشام والخليج، التي أُقيمت في العراق في يونيو 2024، بمشاركة منتخبات السعودية، البحرين، العراق، سوريا، والأردن. وكانت النتائج مخيبة للآمال، حيث لم يحقق المنتخب الأردني أي انتصار وخرج بالمركز الأخير، في وقت استطاع فيه منتخب سوريا – رغم الظروف المعروفة – أن يتفوق.
ولم تنتهِ الأخطاء هنا، إذ تم تحويل منتخب الواعدين إلى منتخب للكرة الشاطئية بقيادة نفس المدرب، استعدادًا للمشاركة في بطولة آسيا بتايلند في أكتوبر من نفس العام. إلا أن التغييرات التي طرأت على الطاقم الفني والإداري – والتي وُصفت بأنها جاءت لأسباب “محسوبية” و”ترضيات” – أثارت مزيدًا من علامات الاستفهام، حيث أُضيفت مسميات تدريبية لإرضاء أطراف بعينها، دون مراعاة الكفاءة الفنية.
وكانت النتيجة مرة أخرى غير مُرضية، باحتلال المنتخب المركز السادس من أصل سبعة منتخبات مشاركة، مما يعكس استمرار النهج غير المُجدي في إعداد هذا الجيل.
وما زاد الطين بلّة، أن المنتخب لم يتم تجميعه مجددًا بعد العودة من تايلند إلا بعد مضي ستة أشهر، أي في مطلع عام 2025، للتحضير لبطولة آسيا لفئة مواليد 2008، تحت إشراف مدرب الاتحاد المفضل، الذي كثيرًا ما طُرحت علامات الاستفهام حول استمراره رغم تواضع النتائج، في ظل غياب التجديد على صعيد الأجهزة الفنية.
تساؤلات مشروعة ومطالب واضحة
وأمام هذا الواقع، تبرز تساؤلات عديدة:
لماذا يُصر الاتحاد على إبقاء نفس المنظومة الفنية والإدارية؟
هل سنشهد تحسنًا في النتائج خلال البطولات المقبلة، أم ستتكرر سيناريوهات الإخفاق؟
وهل هناك خطة واضحة لتأهيل هذا المنتخب ليكون رافدًا حقيقيًا لمنتخب الرجال في المستقبل؟
إننا نطالب الاتحاد الأردني لكرة اليد بمراجعة شاملة لسياساته الخاصة بالفئات العمرية، وتعيين الكفاءات القادرة على العمل باحترافية بعيدًا عن المجاملات. فالمناصب ليست للتفاخر أو المحسوبية، بل للتطوير والعمل الحقيقي الذي يضع الأردن على خارطة المنافسة الإقليمية والقارية.
وللحديث بقية…