كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الواسطة أقوى من الشمس: حين تُكافأ العلاقات ويُهمّش العطاء!
كتبت _ريما العبادي
حدثتني “العصفورة” عن مشهد متكرر في أحد الاتحادات الرياضية الأردنية، حيث تُدار اللعبة لا من داخل الميدان، بل من مكاتب المستشارين، الذين باتت قراراتهم تعلو على صوت الإنصاف والكفاءة.
آخر تلك القرارات كان تعيين زميلة دراسة لمستشار نافذ، في موقع إداري يتبع للاتحاد، رغم أن حضورها مع الفرق يُعدّ على أصابع اليد الواحدة. تتقاضى راتبًا يفوق رواتب المدربين الذين يحترقون تحت الشمس في المعسكرات والمباريات، أولئك الذين يُفترض أن يكونوا العمود الفقري للإنجاز الرياضي، لا مجرد أرقام هامشية في كشف الرواتب.
المفارقة أن لا أحد يعلم ما هي مؤهلات هذه الإدارية، ولا سجلها الرياضي أو الإداري، لكن “الواسطة” كانت كافية. والمؤلم أن من يدفع هذه الرواتب هي اللجنة الأولمبية الأردنية، التي يبدو أنها فتحت أبوابها على مصراعيها أمام التعيينات غير المستحقة، دون محاسبة أو مساءلة.
فهل ننتظر اليوم الذي تعجز فيه اللجنة الأولمبية عن دفع الرواتب حقًا؟ هل تتحول الاتحادات الرياضية إلى وظائف علاقات عامة لأصدقاء ومعارف المستشارين، بدل أن تكون بيوتًا للإنجاز والتميز؟
إذا كانت الواسطة هي المفتاح الوحيد للدخول إلى مؤسساتنا الرياضية، فننصح كل الطموحين: لا تتعبوا في الدورات التدريبية ولا تسهروا على إعداد الخطط، فقط “دبّر واسطة واركض”… فقد تكون من المحظوظين الذين تسجل أسماؤهم ضمن موظفي اللجنة الأولمبية، سواء في المقر أو عبر أحد الاتحادات.
الرياضة الأردنية تستحق أفضل من هذا.
فهل من مُجيب؟