كافة الحقوق محفوظة © 2021.
تخبطات إدارية تعصف باتحاد اليد.. والإصلاح بات ضرورة وطنية
سراب سبورت – خاص
تعيش كرة اليد الأردنية منذ سنوات في حالة من التراجع والتشتت، نتيجة تخبطات إدارية مزمنة داخل الاتحاد الأردني لكرة اليد، ما أثّر سلبًا على مستوى اللعبة محليًا ودوليًا. ورغم محاولات التجميل والتبرير، فإن الواقع يفرض نفسه: الإدارة الحالية بحاجة إلى إصلاح جذري وشامل، لا إلى مسكنات مؤقتة.
صراعات داخلية.. وغياب للرؤية
منذ ما يُعرف بـ”حقبة التغيير”، دخل الاتحاد في دوامة من الصراعات الشخصية بين قيادات إدارية متباينة في الرؤى، حتى بات الاتحاد يُدار كما لو كان هناك “رئيسان”، كلٌ منهما يسير في اتجاه مغاير. هذه الانقسامات، المصحوبة بتدخلات خارجية أحيانًا من أندية وشخصيات رياضية، عطلت عجلة التطوير، وأفقدت الاتحاد هيبته.
الأنكى أن بعض المناصب الإدارية والفنية باتت تُمنح – كما يشير عدد من المتابعين – على أساس “الولاء الإلكتروني”، سواء عبر المديح أو الهجوم على منصات التواصل الاجتماعي، أو حتى كثرة الاتصالات و”الحضور الشكلي” في مكاتب الاتحاد. فهل هذا هو معيار الكفاءة في إدارة لعبة بحجم كرة اليد؟
الإصلاح لم يعد خيارًا.. بل واجب وطني
إن تطوير كرة اليد الأردنية لا يمكن أن يتحقق دون إصلاح إداري عميق يعيد الاعتبار للكفاءة، ويقطع مع نهج المحسوبية والشللية. فالإدارة الحقيقية تقوم على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، لا على توزيع المناصب بالمجاملات.
ولذلك، فإن خطة الإصلاح المقترحة يجب أن تتضمن:
تطوير الفئات العمرية:
بطولات منتظمة للناشئين والأشبال.
مدربون مؤهلون وفق معايير عالمية.
برامج موحدة ومراقبة من قبل لجنة فنية مستقلة.
الاهتمام بالمنتخب الوطني:
مدربون على مستوى عالٍ.
معسكرات خارجية ومباريات قوية.
برنامج تدريبي مستمر بعيدًا عن الانقطاع.
إصلاح إداري شفاف:
إعادة هيكلة شاملة للاتحاد.
رقابة داخلية ومساءلة دورية.
نشر تقارير مالية وفنية واضحة.
تنشيط البطولات المحلية:
زيادة عدد المباريات لرفع التنافسية.
استقطاب رعاة وتسويق الدوري بشكل احترافي.
دعم الأندية:
حوافز مالية وفنية لإنشاء الفئات العمرية.
متابعة الأندية الملتزمة وتكريمها.
برنامج وطني لاكتشاف المواهب:
فحص شامل للاعبين الناشئين.
خطة طويلة الأمد لرعاية المتميزين.
الإعلام والترويج:
محتوى تفاعلي وجاذب على منصات التواصل.
تغطية إعلامية متخصصة وبث مباشر للمباريات.
شراكات مع القنوات الرياضية المحلية.
دعم وتحفيز اللاعبين:
مكافآت لأفضل العناصر في كل مركز.
عقود تحفظ الحقوق وتضمن الاستمرارية.
ورش عمل وندوات دورية:
حول التدريب، التغذية، الإصابات، والعلاج النفسي.
متاحة للمدربين والإداريين واللاعبين كافة.
ختامًا:
نحن لسنا بصدد الإساءة لأحد، ولا نقف ضد أشخاص بعينهم. بل نوجه البوصلة نحو مستقبل كرة اليد الأردنية، الذي لن يتحقق إلا عبر إرادة حقيقية للإصلاح، والتخلي عن عقلية “التنفيعات” والمنافع الشخصية.
إن أردنا لمنتخباتنا أن تعود للمنافسة عربيًا وآسيويًا، فالخطوة الأولى تبدأ من الداخل: من الاتحاد نفسه.
وللحديث بقية…