كافة الحقوق محفوظة © 2021.
مدرب شاب يُفصل بسبب “إعجاب”… وصرخة وجع من داخل اتحاد المبارزة الأردني تصل للجهات الدولية
سراب سبورت – خاص
في مشهد يختصر حجم التراجع الذي تعيشه رياضة المبارزة الأردنية، تم فصل مدرب شاب يعمل ضمن كادر اتحاد المبارزة الأردني، بعد قيامه فقط بوضع “إعجاب” على منشور لزميل له تناول فيه أوجاع اللعبة وما تواجهه من تهميش وإقصاء للكفاءات.
القرار الصادم، الذي أثار استهجان الأوساط الرياضية، كشف حجم التسلط الذي يمارسه المجلس المؤقت لاتحاد المبارزة – والذي بات أشبه بمجلس دائم – في ظل دعم علني من قبل شخصيات نافذة في اللجنة الأولمبية الأردنية، على رأسهم جهاد قطيشات، والأمين العام للجنة، ومديرة الاتحادات.
ووفق مصادر مطلعة، فإن المدرب المفصول جرى استبداله بآخر لم يقد أي تدريب رسمي منذ أكثر من 15 عامًا، ويقتصر تاريخه الرياضي على العمل في الأندية الصيفية، ما يُعد تراجعًا خطيرًا في معايير الاختيار داخل الاتحاد.
مالٌ عام يُنفق… ولا نتائج تُذكر
رغم صرف أكثر من 100 ألف دينار على نشاطات الاتحاد خلال الفترة الماضية، لم يُسجَّل أي إنجاز يُذكر، فيما تركزت نشاطات الاتحاد على تنظيم الحفلات والرحلات والمشاركات الشكلية، التي غالبًا ما تكون تحت رعاية قطيشات.
هذا الواقع دفع بالعديد من المدربين واللاعبين إلى التعبير عن غضبهم واستيائهم مما يحدث في كواليس الاتحاد، وسط صمت غريب من الجهات الرقابية، بل وغياب أي مساءلة من اللجنة الأولمبية، رغم الانتقادات العلنية التي وجهها ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لعمل بعض الاتحادات الرياضية وطريقة إدارتها، وانتقاده الصريح للواسطة والمحسوبية.
رسالة مفتوحة… لا إصلاح بل رحيل
في رسالة مفتوحة تم توجيهها إلى اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولي والآسيوي والعربي للمبارزة، إضافة إلى اللجنة الأولمبية الأردنية، عبّر رياضيون ومدربون عن استيائهم مما وصفوه بـ”الخراب الممنهج” الذي أصاب رياضة المبارزة في الأردن، وجاء في الرسالة:
“ما تبقى من هذا الاتحاد ليس اتحادًا، بل قشرة خاوية على جسد لعبة تحتضر… لا نطلب منكم إصلاحًا، بل نحذركم: ارحلوا. التاريخ لا ينسى من أفسد، ولا يغفر لمن داس على الحلم ثم ابتسم للكاميرا.”
الرسالة التي حملت عنوان “في حضرة العجز… ينهار الوهم ويسقط الكذب” حمّلت اللجنة المؤقتة مسؤولية إقصاء الكفاءات وقتل روح اللعبة، وسط غياب الشفافية، وتكريس واقعٍ لا علاقة له بالرياضة، بل بالمحاباة والصفقات الشخصية.
دعوة للتحقيق والمحاسبة
الرياضيون دعوا إلى فتح تحقيق عاجل في آلية عمل الاتحاد، وكيفية صرف الأموال، ومعايير التعيين والفصل، وطالبوا بإرسال لجنة تقييم محايدة من الاتحادين الدولي والآسيوي، ومساءلة المسؤولين عن التراجع غير المسبوق الذي تشهده اللعبة.
ويختم أصحاب الرسالة بعبارة تلخص المشهد:
“أنتم لا تديرون اللعبة… أنتم تطفئونها. تطفئون الشغف والطموح وحتى بريق الأمل في عيون من عشقوا هذه الرياضة.”