كافة الحقوق محفوظة © 2021.
استشهاد لاعب كرة القدم مصطفى ميط.. والرياضة الفلسطينية تنزف بصمت
غزة – سراب سبورت
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الانتهاكات الإسرائيلية بحق الرياضيين الفلسطينيين، استُشهد لاعب نادي المصدر لكرة القدم مصطفى ميط، بعد استهداف مباشر لمجموعة من المدنيين أثناء توجههم لتسلُّم مساعدات غذائية في جنوب قطاع غزة، ليكون أحد ضحايا التصعيد المستمر ضد الرياضيين والمرافق الرياضية في القطاع.
مصطفى ميط، الشاب الذي حمل حلم الاحتراف ومثل ناديه على مدار سنوات، رحل شهيدًا وسط معاناة شعبه، تاركًا خلفه حسرة في قلوب زملائه ومدربيه الذين ودعوه بكلمات دامعة: “كان يحلم بالعودة إلى الملاعب، لكنه عاد إلى السماء”.
أرقام موجعة.. والضحايا بالعشرات
بحسب الهيئة العامة للرياضة الفلسطينية، فقد بلغ عدد الشهداء من الأسرة الرياضية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023 حتى منتصف يونيو 2025:
582 رياضيًا شهيدًا، من بينهم:
270 من كوادر كرة القدم الفنية والإدارية.
341 لاعب كرة قدم من مختلف الفئات، بينهم 91 طفلًا.
233 شهيدًا من رياضيي الألعاب الفردية والجماعية.
105 شهداء من الحركة الكشفية.
كما تعرّضت 286 منشأة رياضية للتدمير الكلي أو الجزئي، منها ملاعب رئيسية كملعب فلسطين وملعب الدرة وصالة سعد صايل، بالإضافة إلى تدمير عشرات مقرات الأندية.
موجة تضامن رياضي عالمي
لم يمر استشهاد مصطفى ورفاقه بصمت، إذ تصاعدت موجة التضامن من الأوساط الرياضية العالمية:
ناشد الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم نظيره الدولي (FIFA) بضرورة تجميد عضوية الاتحاد الإسرائيلي.
أطلقت اللجنة الأولمبية الفلسطينية حملة دولية لتوثيق الانتهاكات بحق الرياضيين والمنشآت.
عبّر نجوم عالميون عن تضامنهم، أبرزهم:
كريم بنزيما: “أوقفوا المجازر في غزة”.
كيري إيرفينغ: “الرياضة لا تنفصل عن الإنسانية”.
محمد النني وإيريك كانتونا شاركوا في حملات رقمية لدعم غزة.
كما رفعت جماهير أندية مثل سيلتيك الاسكتلندي ومرسيليا الفرنسي أعلام فلسطين في المدرجات، تعبيرًا عن الدعم الإنساني والرياضي.
وداعًا مصطفى.. الرياضي الذي خُطف حلمه
رحيل مصطفى ميط ليس حادثًا فرديًا، بل جزء من مسلسل استهداف ممنهج للرياضة الفلسطينية. وفي كلمات مدربه:
“رحل مصطفى دون أن يحقق حلمه باللعب في الدوري الممتاز، قُتل وهو ينتظر المساعدات.. لكنه سيبقى رمزًا لألم الرياضة وصمودها”.
الرياضة في فلسطين باتت تدفع ثمن الاحتلال، بلا ملاعب ولا أمن ولا حياة. وفي ظل صمت المؤسسات الرياضية الدولية، تبقى أرواح الرياضيين الشهداء منارات تذكر العالم بأن الرياضة ليست بمنأى عن القصف، وأن اللاعبين باتوا أهدافًا مثلهم مثل الصحفيين والأطباء والمدنيين.
رحم الله الشهيد مصطفى ميط، وكل شهداء الرياضة الفلسطينية.