كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حدثتني العصفورة عن طائرة بلا أجنحة!
سراب سبورت _
حدثتني العصفورة، وهي ترفرف بين ملاعب مغلقة لا تسمع فيها غير صدى الصمت، أن كرة الطائرة النسوية في الأردن لم تعد تطير… بل بالكاد تزحف!
قالت لي العصفورة، بنبرة ساخرة:
“أتدري يا صديقي أن الدوري النسوي يشهد منافسة محتدمة… بين فريقين فقط؟ أما البقية؟ فحضرت بالمصادفة، أو كما نقول عند الأزمات: عبر التدخل السريع!”
همست لي:
“هل تصدق أن بعض الفرق أنهت مباريات دون أن تحصد نقطة واحدة؟ وأن بعضهن حضرن بـالحد الأدنى من اللاعبات فقط؟ سبعة كأنهن جنود طوارئ لا فريق رياضي محترف!”
سألتها: “وأين الإعلام؟ أين البث؟ أين جدول النقاط؟”
ضحكت طويلاً وقالت:
“طُمست الحقائق! أُلغي البث، وغابت الأرقام، فالنتائج تُخجل من أن تُكشف، والإحصاءات تُخشى أن تُفضح!”
ثم مالت عليّ وقالت:
“أتعرف من يقود اللعبة؟ ليس من قلبها، بل من خارجها! من لعبة مختلفة تماماً، يُدير الطائرة كما لو كانت فريق شطرنج أو سباق سيارات، والنتيجة؟ إقالة مدرب دون علم أحد، وكأن أعضاء الاتحاد ديكور بلا قرار.”
وهمست بخفة:
“أتعلم أن لاعبة محترفة تُستقدم بمبلغ شهري يساوي ما تتقاضاه لاعبات الفريق المحلي كاملاً طوال الموسم؟ فهل نزرع الإحباط أم نشتريه؟”
سألتها آخر سؤال: “أين الحل؟”
فقالت:
“ابدأوا من الجذور. علّموا الفتيات، شجعوا الأندية في عمان والضواحي، كافئوا من يشكّل فرقًا نسوية فعلية، لا تُزينوا المشهد بالمحترفات وتُحبطوا بنات الوطن.”
ثم طارت العصفورة، وهي تغني بلحن مكسور:
“من يلعب؟ من يُدرّب؟ من يقرر؟ كلها أسئلة في مباراة بلا جمهور ولا ضوء… طائرة بلا أجنحة!”