كافة الحقوق محفوظة © 2021.
نقطة تحوّل في مسيرة السلة الأردنية: روي رانا يقود مشروعًا استراتيجيًا لتحديث المنظومة
سراب سبورت –
في خطوة توصف بأنها الأهم منذ سنوات في مسار كرة السلة الأردنية، أعلن الاتحاد الأردني لكرة السلة رسميًا عن تعيين الكندي من أصل هندي روي رانا مديرًا عامًا لعمليات كرة السلة ومديرًا فنيًا للمنتخب الوطني الأول، في مؤتمر صحفي أقيم اليوم في صالة الأمير حمزة بمدينة الحسين للشباب.
المؤتمر، الذي حضره طيف واسع من الإعلاميين والمدربين واللاعبين السابقين والحاليين، لم يكن مجرد إعلان عن تعاقد فني جديد، بل حمل في طياته ملامح مشروع وطني لتغيير قواعد اللعبة، وتوسيع أفق الطموحات بعيدًا عن مجرد إعداد منتخب للمنافسة في بطولة معينة.
المدرب… والمشروع
رئيس الاتحاد، معالي أحمد الهناندة، قدم روي رانا باعتباره “ليس خيارًا تقليديًا”، مشددًا على أن التعاقد مع شخصية بخلفية إدارية وفكر تطويري هو بمثابة زرع لبذرة تغيير جذري في البنية الثقافية والفنية لكرة السلة الأردنية. وأكد الهناندة أن المشروع لا يتعلق فقط بنتائج المنتخب، بل ببناء نموذج متكامل يُعزز مكانة اللعبة على المستوى المحلي، ويجعلها جاذبة للأجيال القادمة، وللرعاة، وللإعلام.
عقد مدروس… بأفق مفتوح
مدة التعاقد التي تمتد لعام واحد قابلة للتجديد ليست إلا إشارة على مرونة التجربة، لكنها في جوهرها تحمل التزامًا واضحًا بمسار طويل الأمد. إذ يعمل الاتحاد على توفير البيئة المؤسسية والفنية لرؤية رانا، التي تقوم على محاور متعددة: التطوير العمرِي، إعادة هيكلة أنظمة المسابقات، تعزيز الحضور الجماهيري، وإنشاء روافد اقتصادية تدعم الاستدامة.
رؤية رانا: أكثر من تدريب منتخب
من جهته، تحدث روي رانا بحماسة عن تجربته الجديدة، مؤكدًا أن قبوله العرض الأردني لم يكن بسبب المنتخب فقط، بل بسبب “رؤية متكاملة، وبيئة تمتلك من الحماس والتخطيط ما يغري بأي مدرب طموح”. وأكد رانا أنه يضع على أجندته تطوير الفئات السنية، دعم كرة السلة النسائية، وتوسيع شبكة الكفاءات الفنية والإدارية.
وقال: “أنا هنا لأكون جزءًا من حركة تطوير شاملة، تتجاوز المستطيل الخشبي. هناك في الأردن رغبة حقيقية في التغيير، وهذا ما شدّني. سنعمل سويًا لصناعة قصة نجاح جديدة في عالم كرة السلة.”
أصوات من الداخل: دعم وثقة
أمين سر الاتحاد، السيد أيمن سماوي، وصف الخطوة بأنها “استراتيجية” لا تقتصر على تعيين مدرب، بل على بناء نموذج مؤسسي قادر على جذب الكفاءات، وتطبيق منهجيات تدريب حديثة، وتوسيع قاعدة ممارسي اللعبة.
من هو روي رانا؟
رانا ليس وجهًا جديدًا على الساحة العالمية. سبق له قيادة المنتخب الكندي للشباب، وكان جزءًا من الجهاز الفني لفريق سكرامنتو كينغز في الـNBA، وعُرف برؤيته الشمولية في دمج التطوير الفني بالتنظيم المؤسسي.
تعيين روي رانا ليس تغييرًا في الطاقم الفني، بل توقيع على مشروع وطني يطمح لتحديث كل أركان اللعبة، من الملعب إلى المنصة. والكرة الأردنية، وهي تدخل هذه المرحلة الجديدة، تقف عند مفترق طرق: إما الاستمرار في نمط الإنجازات الجزئية، أو القفز بثقة نحو بناء منظومة رياضية مستدامة وعصرية… ويبدو أن الخيار قد اتُّخذ.