كافة الحقوق محفوظة © 2021.
ازدواجية الوظيفة والراتب في الرياضة الأردنية: مدرب منتخب “يعمل عن بُعد” ويتقاضى راتبين!
“سراب سبورت” تكشف ملفًا جديدًا يثير الشكوك حول آليات التعيين والمحاسبة داخل المنظومة الرياضية
علم موقع سراب سبورت من مصادر موثوقة أن أحد المدربين العاملين ضمن الجهاز الفني للمنتخب الأردني للملاكمة، والذي يُصنف ضمن قائمة المدربين الوطنيين، يعمل في الوقت ذاته مع منتخب وطني آخر – منتخب فلسطين للملاكمة – بصورة رسمية، ويتقاضى عن هذا العمل راتبًا ومخصصات مالية مضاعفة من جهات متعددة!
ما الذي يحدث؟
المدرب مسجّل على ملاك أمانة عمان الكبرى ويحمل صفة “موظف مفروز”، ما يعني أنه لا يداوم في مقر عمله ويستلم راتبه الشهري الكامل وكأنه على رأس عمله.
في الوقت ذاته، يتقاضى راتبًا من الاتحاد الأردني للملاكمة لقاء عمله كمدرب وطني.
والأدهى من ذلك، أنه يعمل رسميًا مع منتخب دولة أخرى (فلسطين)، ويشارك في تدريباته ومعسكراته واستحقاقاته الدولية، بما في ذلك البطولات الخارجية!
هذه الحالة تفتح بابًا واسعًا للتساؤل:
كيف يُسمح لمدرب منتخب وطني بأن يدرب منتخب دولة أخرى في الوقت ذاته؟
من يراقب موضوع التفريغ الوظيفي ومن يضبط آلية صرف الرواتب من المال العام؟
كيف يُصرف له راتب كامل من الأمانة العامة وهو لا يباشر عمله، بل يعمل مع جهات أخرى؟
أين دور ديوان المحاسبة؟ وأين رقابة اللجنة الأولمبية والاتحاد الأردني للملاكمة؟
نحن هنا لا نتحدث فقط عن خلل إداري، بل عن تضارب مصالح واضح وازدواجية مالية يدفع ثمنها المال العام، وتهدر معها العدالة الوظيفية التي من المفترض أن تحكم قطاع الرياضة.
إن استمرار هذا النوع من الاستغلال الوظيفي المزدوج دون مساءلة يضر بسمعة المؤسسة، ويشكك في مصداقية العمل الرياضي، ويفتح الباب أمام مزيد من “الوظائف الوهمية” التي تُدار من البيوت، بينما تذهب الكفاءات الحقيقية بلا فرص أو دعم.
سراب تطالب الجهات الآتية بتحقيق فوري وتوضيح رسمي للرأي العام:
1. أمانة عمان الكبرى بصفتها الجهة التي تصرف الراتب الرسمي للمدرب.
2. الاتحاد الأردني للملاكمة الذي تعاقد معه بالتزام وطني.
3. اللجنة الأولمبية الأردنية بصفتها المظلّة العليا للرياضات التمثيلية.
4. ديوان المحاسبة ووزارة الشباب، باعتبار أن هناك شبهة هدر مال عام وتجاوز إداري.
هل نحن أمام سابقة يتم فيها الجمع بين ثلاث جهات دخل دون محاسبة؟
وهل يحق لمدرب منتخب وطني أن يُقسم ولاءه الفني بين علمين ودولتين؟
وهل هذه هي الرسالة التي نوجهها للمدربين الشباب والطامحين في خدمة وطنهم بضمير؟
آن الأوان لكشف الملفات المسكوت عنها… ومساءلة كل من يتحايل على المال العام.