كافة الحقوق محفوظة © 2021.
آمنة عودة… العداءة التي ركضت باسم الأردن وتعثرت بـ”مؤامرة انتخابية”
سراب سبورت_
من قلب مضامير التحدي، ومن وسط ميدان المنافسة الشريفة، خرج اسم آمنة عودة ليتربع على عرش الإنجاز الأردني في رياضة ألعاب القوى. عداءة حفرت اسمها في ذاكرة الرياضة الأردنية، لكن يد الإقصاء امتدت لتغلق في وجهها باب اتحاد ساهمت هي شخصياً في تأسيس حضوره الفني والتنافسي، لتُستبدل باسم لا يمت لمسار ألعاب القوى بصلة.
مشوار ذهبي بدأ مبكراً
لم تكن آمنة مجرد عداءة، بل كانت رمزاً للريادة. منذ مطلع الثمانينات، ارتدت قميص المنتخب الوطني، واستمرت لعقدٍ كامل وهي تمثل الأردن في المحافل العربية والآسيوية والدولية.
شاركت في بطولة آسيا في اليابان 1981 وكانت أصغر عداءة في السباق، مسجلة ثلاثة أرقام أردنية. وفي بطولة العالم لاختراق الضاحية في البرتغال عام 1985، أثبتت قدرتها على التحدي في مواجهة الأفضل. ثم جاءت مشاركتها في دورة الألعاب الآسيوية في سيؤول 1986، حيث حققت المركز التاسع في سباق 3000 متر، وسط منافسة مريرة من نجمات آسيا.
وسام عربي بجدارة
في الميدان العربي، لم تكتفِ آمنة بالحضور، بل اقتنصت الإنجاز. فازت بعدد من الميداليات في بطولات العرب لاختراق الضاحية، بداية من النسخة الثالثة وحتى التاسعة، وواجهت عداءات من المغرب وتونس والجزائر، بعضهن بطلات عالميات.
كما توجت بميداليات في بطولات العرب لألعاب القوى في سباقات 1500 متر، 3000 متر، والتتابع، ودوّنت اسمها بأرقام أردنية جديدة.
وكانت وجهاً مألوفاً في بطولات القنيطرة بجميع نسخها، وكذلك بطولة صدام حسين، حيث رفعت علم الأردن في منصات التتويج. كما شاركت في الدورة العربية في تونس، وغيرها من البطولات التي جعلتها أحد أعمدة الرياضة الأردنية النسوية.
تكريم ملكي… وغياب غير مفهوم
حظيت آمنة عودة بتكريم جلالة الملكة نور الحسين بعد حصولها على بطولة العرب، كما كُرمت من سمو الأمير الحسن، وسمو الأميرة هيا بنت الحسين بصفتها رئيسة رابطة اللاعبين الدوليين، في إشادة واضحة بدورها الكبير في دعم الرياضة النسوية.
ورغم هذه المسيرة الثرية، فوجئ الشارع الرياضي بحرمان آمنة من دخول مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى في الانتخابات الأخيرة، في خطوة أثارت الكثير من التساؤلات. مصدر مطلع وصف ما جرى بـ”المؤامرة المكشوفة”، قادها رئيس الاتحاد الحالي، حيث تم اختيار اسم آخر لا يظهر له أي سجل دولي في ألعاب القوى، بل عُرف بكونه مدرب ملاكمة قبل فترة قصيرة فقط من موعد الانتخابات.
عداءة حقيقية… تستحق العدالة
آمنة عودة ليست مجرد اسم في أرشيف الإنجازات، بل هي تاريخ حيّ، ساهمت في وضع اللبنات الأولى لرياضة ألعاب القوى الأردنية، وخرجت أجيالاً تؤمن أن الرياضة أخلاق وعطاء. واليوم، بينما تُهمش هذه القامة الرياضية الكبيرة، تطرح العصفورة سؤالاً موجعاً: كيف تُقصى من خدمت الرياضة لأكثر من 40 عاماً، وتُفتح الأبواب أمام من لا تاريخ له؟