كافة الحقوق محفوظة © 2021.
سمر الكلداني: بصمة لا تُمحى في جائزة الحسن للشباب
سمر الكلداني.. سيدة رسّخت قيم جائزة الحسن في وجدان الشباب الأردني
سراب سبورت _
حين يُذكر اسم جائزة الحسن للشباب، يقفز إلى الذهن على الفور اسم سمر الكلداني، المرأة التي نذرت وقتها وجهدها لأجل ترسيخ روح العطاء والانتماء لدى جيل الشباب، وجعلت من الجائزة ليس مجرد برنامج وطني، بل مسار حياة وتجربة تغيير حقيقي.
من التأسيس إلى الريادة
قادت سمر الكلداني مسيرة الجائزة منذ البدايات، بحكمة ورؤية متجددة، فكانت جزءاً أصيلاً من تحولها من فكرة طموحة إلى مؤسسة شبابية راسخة، تلهم وتحتضن آلاف الشباب الأردنيين في رحلتهم نحو النضج والمسؤولية المجتمعية. لم تكن مديرة فحسب، بل قائدة تؤمن بأن الشباب هم الثروة الحقيقية للوطن، وأن تحفيزهم لا يتم بالشعارات بل بالقدوة والفرص والتحدي.
جائزة بروح إنسانية
ما يميز الكلداني أنها حافظت على الروح الإنسانية للجائزة، فلم تسمح لها أن تتحول إلى أوراق ومراسلات إدارية فقط، بل ظلت تركز على الجوهر: تطوير الذات، خدمة المجتمع، تعزيز الانضباط، والارتقاء بالقيم الوطنية. من خلال برامجها الميدانية، عملت على إيصال الجائزة إلى مختلف محافظات المملكة، وفتحت أبوابها لكل شاب وشابة باحثين عن ذاتهم الحقيقية.
نهج التطوير المستمر
لم تكن سمر الكلداني تقليدية في إدارتها، بل كانت شغوفة بالتحديث والتجديد، فتوسعت أنشطة الجائزة لتشمل التطوع البيئي، والرحلات الكشفية، والمهارات الفردية، والإنجازات الجماعية. وكان كل ذلك مبنياً على رؤية علمية وشراكات مجتمعية، مما أعطى الجائزة طابعاً دولياً وجعلها محط إعجاب المؤسسات الشبابية في الوطن العربي وخارجه.
إرث حي في شباب الوطن
رحلت الكلداني عن موقعها الإداري، لكنها لم ترحل عن وجدان الشباب، فما زال كثيرون ممن شاركوا في برامج الجائزة يروون تجاربهم بحماس وامتنان، ويؤكدون أن ما زرعته فيهم من قيم ومهارات ما زال يرافقهم في مسيرتهم المهنية والحياتية.
لقد كانت سمر الكلداني مثالاً للمرأة الأردنية التي تؤمن بقدرة الشباب على التغيير، وتمنحهم الثقة والأدوات لصناعة مستقبلهم.
ختاماً، سمر الكلداني لم تكن مجرد مديرة، بل قصة نجاح وطنية في رعاية الشباب، واسم من الصعب تكراره، لما قدمته من إخلاص وفكر وتجديد، في واحدة من أهم المبادرات الشبابية في الأردن.