كافة الحقوق محفوظة © 2021.
صرخة لولي العهد: رياضة ذوي الإعاقة بين المحسوبية والتجاوزات الإدارية
سراب سبورت _ريما العبادي
في كل يوم تزداد الصرخات من قلب الرياضة الأردنية، وتحديدًا من رياضة ذوي الإعاقة، التي يُفترض أن تكون نموذجًا للتكافؤ والعدالة، لكنها للأسف، باتت تعاني من تغوّل المحسوبية، وشبهات الفساد الإداري ، في ظل صمتٍ مؤسسي وتجاهل حكومي غير مبرر.
المعلومات التي تصلنا يوميًا تكشف عن نمط خطير في آليات التعيين والانتداب والسفرات والدورات، حيث باتت بعض المناصب والفرص الدولية تُمنح لطرفٍ دون إعلان أو استحقاق، في ظل غياب للرقابة وضعف واضح في المساءلة. والمفارقة أن المال متوفر، والمواهب حاضرة، ولكنّ الإدارة غائبة تمامًا، أو محصورة بأسماء محسوبة على جامعات أو علاقات عائلية، لا تمت بصلة إلى جوهر الحركة البارالمبية.
أحد أخطر الأمثلة تجسّد مؤخرًا حين تعرضتُ شخصيًا، كصحفية ومحررة معروفة، إلى تهديد صريح من موظف في اللجنة البارالمبية، تبين لاحقًا أنه طالب في كلية الرياضة بالجامعة الهاشمية، وادّعى أنه “محامٍ” محاولًا ترهيبي بعد نشري معلومات عن عضو في اللجنة لا يحضر الجلسات.
هذا الطالب ذاته يعمل صباحًا في اللجنة، ثم يعود إلى جامعته، وسط تساؤلات مشروعة: بأي صفة؟ وعلى أي أساس؟ وهل تحوّلت الرياضة لمرتع للتنفيعات واستغلال الطلبة؟
الأكثر إيلامًا أن اللاعبات واللاعبين من ذوي الإعاقة أنفسهم لا يحصلون على الفرص التي يستحقونها، بينما يتم تأهيل أسماء أخرى لا علاقة لها بالميدان، وتُشارك في المؤتمرات والدورات الدولية باسم اللجنة البارالمبية، دون أي إعلان أو شفافية.
إننا نرفع الصوت عاليًا عبر “سراب سبورت”، ونوجه الرسالة مباشرةً إلى سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، راعي الشباب والعدالة الاجتماعية، للتدخل وفتح ملف شائك يستحق التدقيق والمراجعة، عبر ما يلي:
🔹 تدقيق مالي وإداري مستقل في أعمال اللجنة البارالمبية
🔹 إعادة النظر في آليات تعيين وانتداب الكوادر الفنية والإدارية
🔹 تفعيل النسب القانونية لتعيين الأشخاص ذوي الإعاقة في اللجان والمؤسسات
🔹 احترام حق الصحفيين بالحصول على المعلومة دون تهديد أو ترهيب
ختامًا، لن تنهض الرياضة الأردنية بالكلام والشعارات، بل بالعدالة والشفافية وإعطاء الحقوق لأصحابها. فمن حق أبطالنا من ذوي الإعاقة أن يكونوا في الواجهة، لا خلف الأبواب المغلقة التي تحكمها “الواسطة” وتديرها “المحسوبيات”.
وتاليا رسالتنا لصاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد:
سمو ولي العهد الأردني صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم، حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الموضوع: طلب تدخل ورقابة مالية وإدارية على مؤسساتنا الرياضية
أرفع إلى سموكم هذه الرسالة انطلاقاً من حرصي العميق على مستقبل الرياضة الأردنية وسمعتها، ورغبةً في لفت أنظار سموكم إلى جملة من التجاوزات الإدارية والمالية التي تلازم عمل بعض الأجهزة الرياضية، لا سيما اللجنة البارالمبية الأردنية، والتي باتت تؤثر بشكلٍ مباشر على تطوير منتخباتنا الوطنية وفرص أبنائنا وبناتنا أصحاب الهمم في تمثيل المملكة بأفضل صورة.
لقد باتت تصلني يومياً عشراتُ الشكاوى من مواطنين ومدعوين من ذوي الخبرة والمتخصصين في القطاع الرياضي حول مظاهر المحسوبيّة والواسطة وتضارب المصالح، الأمر الذي ينذر بهدرٍ واضح للمال العام، وضياعٍ لفرص تأهيل منتخباتنا محلياً ودولياً رغم توافر الإمكانات البشرية والمادية. فالمالُ موجودٌ واللاعبون واللاعبات موجودون، لكن غياب الرقابة الإدارية والمالية يحوّل هذا الواقع إلى حالةٍ من الفوضى الإدارية تعيق مسيرة العمل وتفتح باباً للتلاعبات.
ومن أبشع هذه الصور ما حصل مؤخرًا؛ إذ قام طالبٌ في كلية التربية الرياضية في الجامعة الهاشمية، وهو منتدَب للعمل لدى اللجنة البارالمبية، بتهديدي عبر الهاتف والرسائل باعتباره “محاميًا”، بعدما نشرت تحقيقاً صحفياً حول تغيب أحد أعضاء اللجنة عن جلساتها ومن ثم صرف رواتبه رغم ذلك. لقد فاجأني هذا الأسلوب الغريب، وكيف سمح له بالتواجد في موقع يخلط بين دور الطالب وأدوار صانعي القرار، بل وصل الأمر إلى استغلال الطلبة لتغطية مناصب لا تعنيهم، فيما كان الأحق بها من ذوي الإعاقة أصحاب الكفاءة والأولوية القانونية والمؤسسية.
إن استمرار هذا الواقع يشكل خطورة على المجتمع الرياضي، ويبعث برسالة خاطئة إلى جميع الجهات بأن الانتماءات الأسرية والأثر الشخصي أهم من الكفاءة والجدارة. لذا ألتمس من سموكم التفضل بما يلي:
1. إجراء تدقيق مالي وإداري مستقل في جميع اللجان والنقابات الرياضية، لا سيما اللجنة البارالمبية، للتأكد من عدالة توزيع الرواتب والمخصصات والتعيينات.
2. إعادة النظر في آليات التعيين والانتداب، وضمان فتح الفرص أمام أصحاب الخبرة ومن ذوي الإعاقة وفق النسب القانونية دون محسوبيات.
3. إلزام كل جهة رياضية بالإعلان المسبق عن احتياجاتها من الكوادر وأسس الاختيار والاختبارات المهنية، مع إتاحة تقديم الطعون أمام هيئة مستقلة.
4. فتح قنوات تواصل مباشرة مع مختلف شرائح المجتمع الرياضي للإبلاغ عن التجاوزات والحصول على المعلومات دون محاذير قانونية أو تهديدات بالمتابعة الإلكترونية.
سمو الأمير، إننا نتطلع إلى دعم سموكم الكريم لمعالجة هذه التحديات، وتحويل الرياضة الأردنية إلى نموذجٍ يُحتذى به في النزاهة والشفافية والإدارة الرشيدة.حفظ الله الأردن وأدام على سيدي جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وسموكم الكريم، موفور الصحة والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،