كافة الحقوق محفوظة © 2021.
في ظل توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بدعم ذوي الإعاقة… مجمع الأمير رعد الرياضي يُستثمر تجاريًا بدل أن يُفتح لأصحابه الحقيقيين!
سراب سبورت_ريما العبادي
في خطاب مؤثر ألقاه جلالة الملك عبد الله الثاني خلال أحد المؤتمرات في ألمانيا، قال بوضوح:
“تمكين ذوي الإعاقة ليس تفضّلاً، بل واجب على الدول المتقدمة أن تفي به عبر سياسات حقيقية، وخدمات ميدانية، وبنية تحتية مهيأة لاحتضانهم.”
لكن هذا التوجيه الملكي يبدو بعيدًا عن التطبيق في مجمع الأمير رعد الرياضي، المفترض أن يكون حاضنة رياضية وإنسانية لفئة ذوي الإعاقة، لا واجهة للاستثمار التجاري!
تأجير على حساب أصحاب الحق!
رغم أن المجمع أنشئ بهبة ومنحة ملكية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أن الواقع مختلف تمامًا.
المجمع يُؤجَّر لمؤسسات ومدارس وأفراد بأسعار تجارية، في حين يُترك ذوو الإعاقة وأسرهم ينتظرون دورهم، أو يُجبرون على مشاركة المرافق المزدحمة دون مراعاة لاحتياجاتهم الخاصة.
المجمع، الذي يحمل اسم الأمير رعد بن زيد ويُفترض أن يكون نموذجًا في خدمة ذوي الإعاقة، يشهد حالة من التراجع والتقصير، خصوصًا في المرافق الحيوية مثل المسبح.
مرتادون للمجمع أكدوا أن المسبح، رغم أنه مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، لا يتمتع بأي امتيازات خاصة لهم.
“ندفع مثلنا مثل أي شخص… والمسبح مضغوط فوق طاقته… لا نظافة، لا متابعة، والنتيجة أني عيني احمرت يومين بعد السباحة فيه”، يقول أحد المستفيدين بأسى.
يقول أحد الأهالي:
“ابني من ذوي الإعاقة الحركية، واحتاج مسبحًا مهيأً له، لكن كل ما وجدناه أن المسبح مكتظ، غير نظيف، وغير مخصص لنا. ندفع مثلنا مثل غيرنا، ولا وقت مخصص لنا لا للخصوصية ولا للراحة.”
غياب تخصيص الوقت… وموت الفكرة الأصلية
أحد المقترحات التي تتكرر من المهتمين هي تخصيص أيام أو أوقات معينة في الأسبوع لذوي الإعاقة فقط، بحيث يتم تفريغ المرافق لهم دون ازدحام، وتوفير كوادر مدربة تراعي أوضاعهم الجسدية والنفسية.
لكن هذه الفكرة تُواجَه بتجاهل إداري مستمر، وسط سياسات تُفضّل التأجير والربح على تقديم الخدمة الاجتماعية.
ميزانيات تُنفق… ولكن أين الفائدة؟
ما يزيد الطين بلّة هو ما أشار إليه بعض المطلعين بأن الاستثمار داخل المجمع لا يصبّ في مصلحة ذوي الإعاقة مباشرة، بل في رواتب خيالية لبعض الموظفين وسفر متكرر لموظفات اللجنة البارالمبية، حتى من هم منتدبون منهم يتقاضون رواتب مجزية، في حين تُهمل أساسيات الخدمة داخل المجمع.
من المسؤول؟
المجمع تابع للجنة البارالمبية الأردنية، ويفترض أن يكون نموذجًا وطنيًا في الخدمة والرعاية، لكن التساؤلات تتزايد:
من يراقب إدارته؟
لماذا لا يُمنع التأجير التجاري ويُخصص بشكل منظم لذوي الإعاقة؟
أين المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة؟
صرخة إنسانية
“لا نطلب المستحيل… فقط يومين في الأسبوع يكون المجمع إلنا إحنا… بدون حرج، بدون زحمة، بدون استغلال،” تقول إحدى الأمهات بحرقة.
“المبنى باسم الأمير رعد… لكن للأسف الروح اللي بناها الأمير فُقدت، والمكان تحوّل لمشروع ربحي أكثر من كونه إنساني.”
في ظل توجيهات ملكية واضحة، ومكان يحمل اسمًا عزيزًا على قلوب الأردنيين، يجب أن يُعاد النظر فورًا في آلية تشغيل مجمع الأمير رعد، وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية عبر تخصيص المرافق بشكل فعلي لذوي الإعاقة، لا أن يُكتفى بالشعارات واللافتات.
.