كافة الحقوق محفوظة © 2021.
مدربو الصدفة… حين يُكتب الإنجاز بيد غير صاحبه
سراب سبورت _
حدثتني العصفورة…
قبل عشرة أيام، كنت في زيارةٍ لإحدى الدول الشقيقة، لا أبحث عن معلومة، ولا أفتّش في الكواليس، لكن المعلومة جاءتني على طبق من الواقع، لا من الخيال.
قصة أشبه بالدراما الرياضية…
منتخب يستعد لبطولة عالمية، مدرب أجنبي يعمل معهم لمدة عام كامل، بناء وتخطيط وتحضير ومعسكرات داخلية وخارجية، عملٌ دؤوب لا يراه الجمهور لكنه حاضر في كل تفصيلة من تفاصيل الأداء.
وقبل البطولة بعشرة أيام فقط، قرر المدرب الأجنبي الانسحاب، لأسبابٍ وُصفت بـ “الظروف الخاصة”.
وفي تلك اللحظة، جاء “البديل”… المدرب المساعد، أو ما يُعرف في الشارع الرياضي بـ “مدرب الصدفة”.
تسلم المهمة، قاد الفريق إلى البطولة، وحقق مركزًا متقدمًا فاق التوقعات.
هنا، تطرح العصفورة سؤالها الذكي:
من يستحق الإنجاز؟
هل هو المدرب الذي أعدّ وبنى وشكّل الشخصية الفنية للفريق خلال عام كامل؟
أم هو المدرب الذي حضر في اللحظة الأخيرة، فقاد الفريق في أيام معدودة وظهر في الصورة؟
المدهش – أو المؤسف – أن مدرب الصدفة سارع إلى إدراج الإنجاز في سيرته الذاتية، دون إشارة أو تلميح لجهد من سبقه، وكأن الإنجاز وُلد على يديه وحده.
ولكن، تقول العصفورة: “حبل الكذب قصير.”
فالناس تعرف، وأهل اللعبة يعرفون، ومن عمل بصدق يعرف الفرق بين من زرع ومن قطف.
الرياضة أخلاق قبل أن تكون نتائج، وعدالة التاريخ الرياضي لا تنام، حتى لو تأخرت في إنصاف من يستحق.
هؤلاء هم مدربو الصدفة…
يعبرون كغيوم عابرة،
لكن أثرهم الحقيقي لا يبقى… إلا في أوراق السيرة الذاتية.