كافة الحقوق محفوظة © 2021.
رسالة من قلب المعاناة: رياضة تنس الطاولة البارالمبية بين مطرقة المحسوبية وسندان التهميش
سراب سبورت _
حدثتني العصفورة أن لعبة تنس الطاولة البارالمبية بدأت تتنفس من جديد بعد سنوات من الغياب، عندما اجتمع شمل اللاعبين المنقطعين، وعادوا للتدريب على يد مدرب وطني اسمه الكابتن مروان ضياء، الذي لم يسعَ سوى لشيء واحد: إعادة اللاعبين للمنافسة بشرف.
الكابتن مروان – تقول العصفورة – بدأ من الصفر، أعاد بناء الجاهزية الفنية والنفسية، جهّز الفريق للمشاركة في بطولة كبرى، ورافقه مساعد لا يملك خبرة لكنه “مقبول إداريًا”، لأن الهدف كان واضحًا: تحقيق نتيجة مشرفة، لا توزيع المناصب.
لكن بعد العودة من البطولة، حدث ما لم يكن في الحسبان…
فجأة، دون تقييم فني، أو تقرير رسمي، تم إنهاء خدمات المدرب مروان، ليس لأنه فشل – فكل اللاعبين قدموا نفس المستوى – بل لأن أمين الصندوق لم يُعجبه أسلوبه، ولأن علاقاته الإدارية لم تكن بالدفء الكافي!
أما المدرب الجديد الذي تم اختياره، فهو – بحسب العصفورة – لا يمتلك خبرة معروفة في تنس الطاولة، ولا اسم في اتحاد الأسوياء، لكنه جار رئيس اللجنة البارالمبية، وابن “الحي القريب”، ولديه علاقات جيدة مع من يمسكون بزمام القرار.
وأن المدرب الجديد يتمتع فقط بعلاقات شخصية، كونه جار رئيس اللجنة البارالمبية، ومقرب من أمين الصندوق.
وتكمل العصفورة حكايتها بمرارة:
أن المرافقة الإدارية التي أصبحت تقيم اللاعبين والمدربين، ليست سوى أمينة مستودع في اللجنة، ولم يسبق لها أن تابعت تدريبًا فعليًا أو خاضت بطولة، لكن ذلك لم يمنعها من أن تصبح صاحبة رأي فني وميداني فجأة!
أما القسم الفني، فقد تم تجميده بالكامل، لأن من فيه لا يتوافق مع “الخط الإداري”، وتمت إعادة لاعبين “يعرفون الطريق إلى المكاتب”، فيما تم تهميش من التزموا بالتدريب ورفعوا شعار الأداء لا الولاء.
وتتساءل العصفورة: “هل أصبحت اللعبة لعبة مصالح؟ وهل أصبح العدل في اللجان البارالمبية وجهة نظر؟”
“كيف يُهمش مدرب محترم أعاد الفريق إلى الحياة، ويُستبدل بمن لا يملك أي تاريخ فني؟ ولماذا يُقصى أصحاب الكفاءة لحساب أصحاب العلاقات؟”
همس لي أحد اللاعبين:
“نحن نريد من يسمع، لا من يعاقب من يتكلم. نريد فقط أن يُعاد الحق لأصحابه، وأن تُبنى رياضتنا على الكفاءة لا القرابة.”
وفي مناسبة عزيزة على الوطن، عيد ميلاد سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الذي يُؤمن بالشباب وتمكينهم، نضع هذه الرسالة – المؤلمة – أمانة في أعناق أصحاب القرار، لعلها تجد صدى في مراجعة جادة لأداء اللجنة البارالمبية الأردنية، قبل أن يُقصى ما تبقى من روح رياضية.