كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“موقف للتاريخ”… الأردن ينتصر للمبدأ في وجه التطبيع الرياضي
سراب سبورت –ريما العبادي
سجل الاتحاد الأردني لكرة السلة موقفًا وطنيًا وقوميًا يُحفظ في الذاكرة، حين أبلغ الاتحاد الدولي للعبة (FIBA) انسحابه الرسمي من مباراة كانت ستجمع المنتخب الأردني بنظيره التابع للكيان الصهيوني. جاء القرار بالتزامن مع تصاعد العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، ما عزز البعد الأخلاقي للموقف الأردني ورفعه إلى مرتبة “موقف للتاريخ”.
ردود فعل أردنية واسعة:
الأوساط الشعبية والرسمية في الأردن تفاعلت بقوة مع القرار، معتبرة أنه يعكس ضمير الشارع الأردني، الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع الرياضي مع كيان محتل، يستمر في ارتكاب الجرائم بحق الأبرياء، ويضرب عرض الحائط كل المواثيق الدولية.
على مواقع التواصل، عجّت المنصات بعبارات الشكر والدعم للاتحاد الأردني، فيما تصدر وسم #الأردن_يرفض_التطبيع ترند تويتر في الأردن وعدد من الدول العربية. واعتبر المغردون أن هذا القرار أعاد للرياضة وجهها النقي، حيث المواقف تتجاوز حسابات الفوز والخسارة إلى معاني الانتماء والكرامة.
الموقف العربي: إشادة وتضامن
لم يكن الصدى محليًا فقط، بل لاقى الموقف الأردني إشادة من اتحادات وشخصيات رياضية في لبنان وتونس والجزائر واليمن، حيث خرجت بيانات وتصريحات تؤكد أن ما فعله الأردن يمثل نبض الشعوب العربية، ويعيد إحياء الأمل بأن الرياضة ما زالت قادرة على التعبير عن القيم الإنسانية والمواقف المشرفة.
العديد من المحللين العرب وصفوا القرار الأردني بأنه “رد اعتبار” في وقت اختلطت فيه السياسة بالرياضة، مشيرين إلى أنه يعيد رسم حدود الاحترام في المعادلة الرياضية الدولية، ويدفع الاتحادات الأخرى لإعادة التفكير في مسؤولياتها الأخلاقية.
الفيبا تحت الضغط
رغم أن الاتحاد الدولي لكرة السلة قد يسجل انسحاب الأردن رسميًا كخسارة، إلا أن الرسالة الأخلاقية كانت أقوى من أي نتيجة. فالتاريخ لا يتذكر النتائج فقط، بل يُخلّد المواقف. وهناك الآن دعوات من جماهير عربية لإرسال عرائض إلى الفيفا والفيفا لكرة السلة، تطالب بعدم معاقبة الأردن، بل دعم موقفه الرافض للمشاركة مع دولة احتلال.
كلمة أخيرة:
ما فعله الاتحاد الأردني لكرة السلة ليس قرارًا فنيًا فقط، بل بيان شرف رياضي وسياسي في وقت تتباين فيه المواقف. لقد انتصر الأردن لفلسطين، للعدالة، ولتاريخ من المواقف التي لا تتجزأ.
هذا الموقف، وإن كلّف خسارة مباراة، فإنه منح الأردن “فوزًا أخلاقيًا وسياسيًا” سيسجله التاريخ طويلًا، وتتناقله الأجيال.