“الخسارة ليست النهاية… بل بداية لحكاية قادمة”

سراب سبورت – فرح الزيود العبادي

لم تكن الهزيمة التي تلقاها منتخبنا الوطني تحت 19 سنة لكرة السلة أمام منتخب سويسرا مجرد خسارة في النتيجة، بل كانت درسًا قاسيًا في التحدي، والنمو، وتحمل الضغط على المسرح الدولي.
ومع ذلك، ورغم قساوتها، فإنها ليست نهاية الطريق.

منتخبنا الشاب يضم مجموعة من اللاعبين الذين يحملون في قلوبهم حلم تمثيل الأردن، والارتقاء بمستوى اللعبة، وقد خطوا خطوات جريئة بالوصول إلى هذه المرحلة من كأس العالم. نعم، تعثروا… لكنهم لم يسقطوا.
وفي مثل هذه اللحظات، لا يحتاجون إلى كلمات التثبيط، ولا إلى سخرية العابرين خلف الشاشات، بل إلى الدعم، والإيمان، ودفء الرسالة الصادقة.

هؤلاء لاعبون صغار في السن، في مقتبل مسيرتهم، يقاتلون باسم الوطن أمام مدارس كروية عريقة تمتلك تاريخًا وتجهيزات متقدمة. وهم مع ذلك لم يتراجعوا، ولم ينسحبوا، بل يقفون اليوم على أعتاب تحدٍّ جديد أمام منتخب الولايات المتحدة الأميركية في دور الـ16.

وهنا يأتي دورنا نحن.
دور الإعلام، ودور الجماهير، ودور كل من يملك منصّة أو كلمة أو حتى دعاء.
نحن من نصنع الثقة فيهم أو نكسرها.
نحن من نشجع على الاستمرار، أو نزرع فيهم الشك.

الدعم في وقت الفوز جميل، لكنه في وقت الخسارة أكثر قيمة.
الثقة في لحظة الانتصار متوقعة، لكنها في لحظة التعثر تصير أمانًا نفسيًا وجسرًا للعبور إلى الأفضل.

قد نخسر، وقد نفوز.
لكن ما لا يجب أن نخسره أبدًا، هو هذا الجيل من اللاعبين الطموحين.
فلنحسن احتضانهم وهم يمرّون في أولى خطواتهم في عالم الكبار.

غدًا منتخبنا يواجه أميركا، ونحن خلفه… لا لنحسب النتيجة، بل لنكتب موقفًا.
موقفًا وطنيًا وأخلاقيًا، يعلّم الأجيال القادمة أن الرياضة أخلاق، وأن الدعم في الشدائد هو ما يصنع الأبطال.