كافة الحقوق محفوظة © 2021.
في محاولة لتكميم الأفواه… أسرار الاتحادات الرياضية بين الكتمان والتسريب!
سراب سبورت _
في مشهد يعكس غياب الشفافية داخل بعض الاتحادات الرياضية، شهد اجتماع رسمي حديثًا لأحد الاتحادات الجماعية طلبًا مثيرًا للاستغراب من أحد أعضاء مجلس الإدارة المنتفعين من أحد المرافق الرياضية، إذ دعا رئيس الجلسة (المستشار) إلى اتخاذ خطوات عاجلة لكشف من يقوم بتسريب أخبار الاتحاد، معتبرًا أن المجلس “مخترق” ويجب التصدي لهذا الاختراق!
السؤال الذي يطرح نفسه: هل أصبحت قرارات الاتحادات الرياضية ومناقشاتها حكرًا على قلة من الأشخاص؟ وما هي الأسرار التي تستدعي هذا الكم من الكتمان والتوجس؟ فالأصل أن قرارات الاتحادات الرياضية، باعتبارها مؤسسات وطنية، يجب أن تُعلن بشفافية عبر الموقع الرسمي وتكون متاحة لكافة المهتمين والمعنيين بالشأن الرياضي.
ما يحدث اليوم يعكس حالة من التناقض: فمن جهة يُمنع الإعلام والرأي العام من الاطلاع على مجريات الجلسات وقراراتها، ومن جهة أخرى، لا يتردد بعض أعضاء المجلس في تمرير أدق تفاصيل الاجتماعات فور حدوثها إلى “المقربين”، حتى أن بعضهم يرسل رسائل مثل: “تم”، “مبروك”، “ما فيه منه”، وهو ما يحول الجلسات إلى مجرد مسرحية صورية بلا أسرار حقيقية.
الأدهى من ذلك، أن بعض ممثلي الأندية داخل مجلس الإدارة لا يترددون في نقل القرارات فور صدورها – وأحيانًا قبل ذلك – إلى أنديتهم الخاصة، فيما تُحجب نفس المعلومات عن بقية الأندية، ما يخلق حالة من الفوضى وغياب العدالة داخل المنظومة.
ولعل خير مثال على هذا العبث ما جرى خلال فترة الانتخابات، حين تم تسريب تفاصيل الاجتماعات والاتفاقات إلى أطراف بعينها، في الوقت الذي كان يُحجب فيه الخبر عن الجمهور والإعلام.
ويبقى السؤال الأهم: إلى متى ستبقى بعض مجالس إدارات الاتحادات تدار بمنطق “المزرعة الخاصة”؟ وأين الشفافية والمساءلة في مؤسسة يفترض بها أن تمثل الجميع لا فئة دون أخرى؟