كافة الحقوق محفوظة © 2021.
تصريح يثير العاصفة… من يتحمل مسؤولية السقوط: الاتحاد أم المدير الفني؟
سراب سبورت _
في تصريح لا يقل غرابة عن الخسارة التي مُني بها المنتخب الأردني لكرة الطائرة، خرج المدير الفني المصري حسن الحصري ليعلن أن المنتخب لم يخض أي مباراة منذ تجميعه في أكتوبر من العام الماضي، أي منذ أحد عشر شهرًا! تصريح كهذا يفتح الباب أمام عشرات الأسئلة الصادمة حول من يتحمل المسؤولية، ويطرح علامات استفهام حول التخطيط والإعداد وأسباب الإخفاق.
الحصري ألقى باللوم مباشرة على الاتحاد، محمّلاً إياه تبعات عدم توفير المباريات الودية وفرص الاحتكاك، وكأن دوره يقتصر فقط على قيادة التدريبات وانتظار القرارات. وهنا السؤال الأبرز:
هل طالب المدير الفني رسميًا بتأمين مباريات قوية، ولم يستجب الاتحاد؟
أم أنه اكتفى بالصمت طوال 11 شهرًا ليبرر الخسارة في اللحظة الأخيرة؟
وإذا كان الاحتمال الثاني صحيحًا، فإن المصيبة أكبر. لأنه يعني أن الجهاز الفني لم يضع خطة بديلة للتعامل مع هذا النقص، ولم يحاول إيجاد حلول عملية عبر المعسكرات الداخلية أو المباريات التدريبية حتى لو كانت محدودة.
خبرة مفقودة أم سوء إدارة؟
الأغرب من ذلك ما قاله الحصري عن افتقاد اللاعبين للخبرة في النقاط الحاسمة، في الوقت الذي يضم فيه المنتخب لاعبين تتراوح أعمارهم بين 24 و30 عامًا! وهو العمر الذهبي للاعب كرة الطائرة، حيث يفترض أن يكون اللاعب قد خاض أكثر من بطولة عربية وآسيوية، وشارك في عدة استحقاقات خارجية مع ناديه.
فكيف يدعي المدرب أن الفريق بلا خبرة؟ ولماذا لم يُستثمر اللاعبون الكبار في اللحظات الحاسمة؟ وإذا كان هناك عناصر خبرة، فلماذا لم يتم الدفع بهم عند الحاجة؟ وإذا لم يكن لديهم دور في مثل هذه الظروف، فلماذا تم استدعاؤهم أصلاً؟
مفارقة أخرى تزيد المشهد عبثية: المنتخب يضم لاعبين صغار السن، أحدهما مواليد 2008، لكنه شارك فقط بعد النقطة 21 في الشوط الأول، ولم يعد حتى نهاية اللقاء، فيما كان أداء اللاعب مواليد 2006 لافتًا حين أُتيحت له الفرصة.
في النهاية، تظل الأسئلة معلقة:
هل مشاركة المنتخب كانت لمجرد التمثيل المشرف؟
هل يُعفي تحميل الاتحاد المسؤولية الجهاز الفني من الإخفاق؟
وهل يُعقل أن يخوض منتخب وطني بطولة بحجم غرب آسيا وهو يعلم مسبقًا أنه خارج الجاهزية؟
الحقيقة أن مثل هذه التصريحات لا تقل خطورة عن الخسارة نفسها، لأنها تكشف عن غياب التخطيط وتداخل المسؤوليات. الاتحاد مسؤول، بلا شك، عن توفير الدعم والاحتكاك، لكن المدير الفني يتحمل مسؤولية أكبر لأنه قبل المهمة، وعمل طوال 11 شهرًا دون أن يضمن لمنتخبه أبسط مقومات المنافسة.
وفي الرياضة، من يتهرب من المسؤولية لا يُصلح واقعًا، ولا يصنع إنجازًا.
إذا كانت الأعذار تسبق البطولات، فالأجدر إعلان الانسحاب بدلًا من المشاركة الخجولة التي لا تليق باسم المنتخب الأردني ولا بطموح جماهيره.