كافة الحقوق محفوظة © 2021.
أزمة المدرب قبل أزمة اللاعب… والإعلام شريك في الفشل
سراب سبورت _
لم تعد الخسائر في رياضتنا مفاجأة. الطائرة، السلة، التنس، ألعاب القوى، وحتى كرة القدم النسوية؛ كلها عناوين لنتائج مخيبة لا تعكس حقيقة طموحنا. لكن السؤال: هل السبب قلة المواهب؟ الإجابة واضحة: لا.
مشكلتنا تبدأ وتنتهي عند الفكر التدريبي. مدرب بلا رؤية تكتيكية لا يمكنه بناء منتخب منافس مهما امتلك من لاعبين موهوبين. والأخطر من ذلك أن بعض الاتحادات ما تزال تمارس سياسة “التعيينات بالمجاملات”، لا بالكفاءة. النتيجة: فشل متكرر، دون خطة واضحة لتغيير الواقع.
ولكن، هناك من ساهم في تعميق الأزمة: المنسق الإعلامي وبعض الإعلاميين الذين اختاروا تغليف الفشل وتبريره بدلاً من كشفه. البيانات الإعلامية اللامعة التي تصدر عقب كل إخفاق تحولت إلى وسيلة للتضليل، هدفها حماية المناصب لا حماية الرياضة. يتم تصوير الخسارة كإنجاز، ويُمنح المدربون الفاشلون فرصة تلو الأخرى، فقط لأن النقد غائب، والحقيقة تُخفى.
ما يحدث ليس نقص دعم ولا ضعف لاعبين، بل غياب الجرأة في محاسبة من يخطط ويقود. الإعلام الذي يفترض أن يكون عين الرقابة، تحوّل في بعض الأحيان إلى شريك في تلميع الصورة على حساب الحقيقة، بحثًا عن رضا الاتحادات أو مكاسب شخصية.
إذا أردنا نهضة حقيقية، فلتكن البداية من إلغاء عقلية الترقيع، والاستثمار في مدرب محترف صاحب فكر متطور، مع إعلام مهني يقول الحقيقة بلا خوف. لأن الرياضة الأردنية لا تحتمل المزيد من الخداع، ولا تستحق أن تكون ساحة لتصفية الحسابات أو بناء رصيد شخصي على حساب الإنجاز الوطني.
الحقيقة واضحة: أزمة الرياضة الأردنية ليست في اللاعبين، بل في المدربين… ومن ساعدهم على البقاء رغم الفشل.