كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حصة الاسد .. بهدر اموال الاحتراف ! … حسين الذكر
في واحدة من ابتلاءات الواقع العراقي الجديد سيما في القطاع الرياضي اصبح ملف ( الاحتراف الذي لا يمت بصلة عما هو عليه الاحتراف في البلدان المتطورة ) مسيطرا بشكل مطلق حتى غدى في بعض الحالات مرادفا لغسيل الرياضة الذي بموجبه تبنى القلاع الشخصية فيما تهدم المؤسسات الرياضية في ظل (هدر المليارات دون حساب ولا كتاب ) .. اذ لم نسمع الا ما ندر خلال عشرين سنة خلت من المؤسسات الداعمة للاندية بالمليارات من خزينة الشعب ان تراقب او تحاسب او تدقق في كيفية صرف الاموال المليارية الطائلة ومقارنة ذلك من المتحقق بالانجازي الرياضي او المنشئاتي او الاجتماعي او الاقتصادي والمحاسبة وفقا له ..
مع ان هذه المفردات غير مطروقة عراقيا ولم يسمع عنها اغلب اعضاء الادارات وربما لم يعرفوا معناها وطريقة التعاطي والتنفيذ من خلالها .. ففي الاحتراف لا يصرف دينار واحد الا بشروط تضمن جلب عشرة دنانير باقل تقدير مقابله .. و( هذه الحسبة ) لم يتطرق ولم يفكر بها احد من اغلب الادارات التي تستلم الاموال المليارية وتصرف كعقود على اللاعبين والمدربين والموظفين بكيفية مزاجية لا تخضع لاي معيار وضابط مؤسساتي وفي نهاية الموسم يتم المصادقة على الصرفيات ليبدا موسم حصاد جديد تحلب فيه المؤسسة فيما يتخم البعض اكثر واكثر من كل عام قبله .
في بداية كل موسم تبدا الاخبار المحزنة تنزل كالصاعقة على رؤوس العارفين اذ نسمع هنا وهناك عن تعاقدات مع لاعب ( بمليار ) دينار واخر بخمسمائة مليون واقل من ذلك … دون اي بند يتتبع الموارد التي ستحصل عليها الموسسة جراء ذلك .. مجرد توقيع لعدد من المباريات ينتهى مشواره دون موازنة الصادرات والواردات التي يعدها البعض ضرب من الخيال في واقعنا او بمثابة نكتة مستهجنة في الوقت الذي تعد الحسابات والمحاسبات والتدقيق ورسم الاستراتيجيات اهم شروط عالم الاحتراف المؤسساتي الذي لا وجود له دونها .
قطعا هناك عدد كبير من الاخوة رؤساء او اعضاء الادارات الذين اصبحوا تاريخين من خلال قيادتهم للمؤسسة لسنوات طويلة وربما عقود اطول دون ان يتحقق اي من مفردات الاحتراف في مؤسساتهم والذي يعني ضمن ما يعنيه ( ان توقع مع اي لاعب باي مبلغ تريد شريطة ان تسترد المبلغ من خلال عطائه وان لم يتحقق ذلك فالعملية يكتنفها الفساد ويعشعش بداخلها الفاسدين ).
ان بدايات المواسم هي حصة الاسد للمتربصين مما يتطلب من الاخوة في الادارات عامة ومعهم جميع الحريصين على المال العام وتطور المؤسسات الرياضية ان يوقفوا النزف المالي بصور شتى .. وان يعتمدوا نظام الجدوى الاقتصادية كاهم معايير الاحتراف . وذلك يتطلب اعضاء مؤمنين ايمانا مطلقا بالمؤسسة ومصالحها وان يعتمدوا على الاستراتيج والافكار البناءة التي تعد اهم من اي لاعب ومدرب واداري كان .. فالعقل الاحترافي يقول ان تخطط بلا عمل افضل من تعمل بلا تخطيط .. هنا الفارق يتجلى بين فوضى الخمط الاخترافي الشائع عن فضائل وفوائد الاحتراف الناجع .