كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“بين الوهم والحقيقة… منتخب الطائرة يعود من غرب آسيا قبل الأخير”
سراب سبورت _
رغم التحضيرات التي امتدت لأكثر من عشرة أشهر، عاد المنتخب الوطني للرجال بالكرة الطائرة من بطولة غرب آسيا، التي أقيمت في البحرين، محققًا المركز قبل الأخير، في مشاركة أثارت جدلًا واسعًا، ليس بسبب النتيجة فقط، بل بسبب البيان الرسمي الصادر عن الاتحاد والذي اعتبر أن المشاركة إيجابية وأن الفريق يضم لاعبين شبابًا، في تناقض صارخ مع الواقع.
البيان الذي عمم على وسائل الإعلام حمل نبرة تمجيد، لكنه افتقد الشفافية، إذ لم يتضمن أي إشارة لمراجعة أو تقييم للأخطاء، بل بدا وكأنه محاولة لتجميل صورة الإخفاق. في المقابل، كان من الممكن الاكتفاء ببيان مقتضب يؤكد أن الاتحاد سيعقد اجتماعًا لتقييم المشاركة، والبحث عن الإيجابيات وتعظيمها، وتلافي السلبيات مستقبلًا، غير أن ما حدث كان العكس تمامًا.
أما عن الحديث المتكرر حول صغر أعمار اللاعبين، فقد كشف الواقع الحقائق التالية:
مركز 4: لاعب عمره 30 عامًا وآخر 23 عامًا.
مركز 2: لاعب يبلغ 26 عامًا.
مركز 3 (السنتر): لاعبان أعمارهم 28 و26 عامًا.
المعد: لاعب وحيد يبلغ 26 عامًا.
المفارقة الأكبر تمثلت في وجود لاعب خبرة يبلغ الثلاثين عامًا ضمن البعثة، دون أن يشارك لدقيقة واحدة، ولم يسجل حتى إرسالًا واحدًا، ما يثير تساؤلات حول الهدف من ضمه.
التساؤلات لا تتوقف هنا:
هل تكفي عشرة أشهر من التحضير لتحقيق هذه النتيجة؟
هل يبدأ مشروع بناء المنتخب بعد سن 23 عامًا؟
وأين ذهبت التصريحات التي سبقت البطولة وتحدثت عن منصات التتويج؟
ما بعد المشاركة… إلى أين؟
المشهد الحالي يفرض على الاتحاد وقفة حقيقية مع الذات، بعيدًا عن لغة التبريرات والبيانات التجميلية. المطلوب اليوم مراجعة شاملة للمنظومة الفنية والإدارية، والاستماع بجدية لتقارير الأجهزة الفنية، وتقييم تجربة الإعداد الطويلة.
الجماهير والمهتمون باللعبة يتطلعون إلى خطة واضحة لبناء منتخب المستقبل، تبدأ من الفئات العمرية الصغيرة، لا من أعمار تتجاوز 26 عامًا، وتستند إلى برنامج واقعي يوازي طموحات اللعبة في المنطقة. فالرياضة لا تنهض بالأماني، بل بالعمل، والمصارحة، والمحاسبة، قبل أي تصريحات براقة.