وفاء وفاطمة.. فارستان إماراتيتان على درب الحلم البارالمبي إنجاز عالمي في ترويض الخيل

سراب سبورت _

خلال التقييم الرسمي الذي جرى في المملكة المتحدة، لاعتماد التصنيف الدولي في رياضة «ترويض الخيل» المخصصة لأصحاب الهمم، ضمن برنامج «الإسطبلات الأميرية»، كانت نظرات وفاء الدهماني وفاطمة البلوشي تختزن حلماً إماراتياً بأن تكون الفروسية طريقهما إلى أعلى منصات التتويج في العالم..
في تلك اللحظة، كان اسم الإمارات يسجل رسمياً في ملفات الاتحاد الدولي للفروسية، بعد حصول الفارستين على التصنيف المعتمد، الذي فتح أمامهما أبواب الأمل في الوصول إلى دورة الألعاب البارالمبية لوس أنجلوس 2028.

في ساحات التدريب، وجلسات التأهيل النفسي، والتمارين على جهاز المحاكاة، نشأت علاقة فريدة بين الإنسان والحصان؛ علاقة لم تبن على القوة الجسدية، بل على التواصل، والثقة..
ومع كل يوم في البرنامج، اكتسبت وفاء وفاطمة مهارات جديدة، وتجاوزتا تحديات حقيقية، ليصلا أخيراً إلى لحظة الاعتماد الدولي التي غيرت ملامح مسيرتهن. وتفتح «البيان» في السطور التالية نافذة على حكاية فارستين، صنعتا من الإرادة طريقاً، ومن الشغف مدخلاً نحو حلم أولمبي مقبل.

طريق استثنائي
رسمت وفاء لنفسها طريقاً استثنائياً في الرياضة، انتقلت فيه من صالة ألعاب القوى إلى ميادين ترويض الخيل، وجمعت خلاله بين الإرادة، والتحدي، والشغف، وفي حديثها لـ «البيان»، كشفت عن بدايتها في عالم الفروسية، قائلة:
«كنت أمارس ركوب الخيل في إسطبلات عادية، لكن قبل ثلاثة أشهر بدأت ممارسة ترويض الخيل بشكل فعلي ضمن برنامج (الإسطبلات الأميرية) في أبوظبي».

وفاء، التي تعمل محامية وتمارس رياضات عدة مثل رفع الأثقال، الرمح، الجُلة، القوس والسهم، الريشة الطائرة، تنس الطاولة، والدراجات الهوائية اليدوية، وقد حققت ميداليات في هذه الرياضات، تضيف اليوم إلى سجلها الرياضي تخصصاً جديداً بملامح أولمبية.
وحول كيفية انضمامها إلى البرنامج، قالت: «شاركت في البرنامج بعد أن قامت زميلتي فاطمة البلوشي بترشيحي، حيث تواصل القائمون على البرنامج معي، ودعوني للقاء تعريفي.. ومن أول زيارة، أحببت المكان والفريق، واعتبرتها فرصة لتعلم أشياء كثيرة عن الخيل».

أما عن المهارات التي اكتسبتها، فأكدت وفاء أنها تعلمت أساسيات ركوب الخيل، وفهم سلوك الحصان، وبناء علاقة قائمة على الثقة، قائلة: «من خلال التدريب اليومي، تعلمت كيف أبني تواصلاً فعالاً مع الخيل، وكيف أدربه بلطف وصبر على تنفيذ الحركات المطلوبة، وهو ما يتطلب تركيزاً كبيراً وتفهماً عميقاً لطبيعته».
واختتمت وفاء حديثها برسالة أمل وطموح، قائلة: «أطمح أن أرفع اسم بلادي عالياً في المحافل الدولية، وأن أكون من بين أفضل الفارسات في رياضة ترويض الخيل».
خطوة أولى
في غضون أربعة أشهر فقط، استطاعت فاطمة البلوشي أن تحقق نقلة نوعية في مسيرتها الرياضية، بعد حصولها على التصنيف الدولي (Grade 3) من الاتحاد الدولي للفروسية في رياضة ترويض الخيل لأصحاب الهمم، لتضع نفسها رسمياً على خارطة المرشحات للمشاركة في بارالمبياد لوس أنجلوس 2028.
وفي تصريحاتها لـ«البيان»، قالت فاطمة: «بدأت ممارسة رياضة ترويض الخيل منذ نحو أربعة أشهر، ورغم أن الفترة قصيرة، إلا أنها كانت مليئة بالتحديات والتعلم، وأعتبر أن حصولي على التصنيف الدولي هو أكبر إنجاز في مسيرتي حتى الآن، لأنه فتح أمامي آفاقاً أوسع وطموحات أكبر».
وجاء انضمام فاطمة إلى برنامج «الإسطبلات الأميرية» ليشكل نقطة تحول في تجربتها، حيث أشادت بمستوى التأهيل الذي تلقته، قائلة: «كانت بدايتي معهم نقطة تحول حقيقية.
فقد علمني البرنامج كيفية التعامل مع الخيل بأسلوب احترافي، سواء من الناحية العملية أم النظرية، واستفدت كثيراً من خبرة المدربين والدروس التي منحتني أساساً متيناً وثقة أكبر بنفسي».

ولم تخل رحلة فاطمة من التحديات، خصوصاً أن رياضة ترويض الخيل تتطلب تركيزاً وانضباطاً عاليين، وعن ذلك قالت: «تمثلت أبرز التحديات في سرعة التعلم والتأقلم مع متطلبات رياضة الترويض، لكونها رياضة دقيقة وتتطلب التزاماً كاملاً، لكن بالصبر، وبدعم الفريق الذي يحيط بي، تمكنت من تجاوز كل خطوة بثقة».
أما عن المرحلة المقبلة، فأكدت فاطمة أن رؤيتها واضحة «الهدف واضح.. لوس أنجلوس 2028، وبدعم وطني، وفريق يؤمن برسالتي، استعد لرفع علم الإمارات عالياً على الساحة البارالمبية».

المصدر :البيان