كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الجهل الرياضي .. فساد مغلف بالبراءة ! … حسين الذكر
مهمة أي حكومة ناجحة عبر التاريخ تتوقف على إدارة جميع موارد الدولة التي تحت السيطرة وتوظفيها بشكل امثل لصالح بناء الأوطان وسيادة الانسان .. غير ذلك ستصبح الحكومة مسائلة والدولة متخلفة .
اليوم في ظل العيش بغمار ارهاصات الحروب الناعمة كبديل قوي محتمل ومجرب ويعيش ذروة انتصاره وتمكنه عن الحروب القديمة .. مع انتشار سيادة فلسفة صناعة الأموال من موارد غير منظورة .. أصبح الاعلام والتسويق والرياضة منها باعتبارها احد اهم المخرجات الثقافية الجديدة ..
ان لم تتغير نظرة الدول – سيما العربية منها – لمواردها البشرية وتخرج من جلباب عمى صرف الواردات .. وان لم تسع جاهدة لتطبيق نظريات احدث في صناعة المال والاستفادة من الموارد والقوة العضلية والمهارية وما يرتبط فيها وتوظيفها لصالح الخط الاستراتيجي العام ستبقى الرياضة مجرد بقرة حلوب تضخ في كروش المنتفعين وسياحة وفروج المطبلين مهما تغطوا واستتروا بعناوين مقدسة او مدنسة .
المعادلة واضحة .. فان ما يصرف الان في اغلب الدول المتخلفة على الرياضة لا يصب في خانة الصحة المجتمعية ولا تطوير البيئة ولا الانجاز في الألعاب الرياضية فضلا عن الوعي الشبابي باعتبارها بوابات تسويق وصناعة مال جديدة تصب في ميزانية الدولة .. ما زال المال العام – باسم الرياضة – في بعض الدول يهدر في جيوب عديدة ترعرعت مصالحها الشخصية على حساب هدم اركان المؤسسة وما زالت تمعن في استخفاف واستدراج العقول لمستنقعها الظلامي الضيق المحصور بشهوات وضحالة امنيات وان تغلفت بندوات ومؤتمرات وانتخابات ..
العلة يا سادة ( الحكم ) في كل بقاع العالم .. ان الرياضة أصبحت مورد لصناعة القوة وتثقيف المجتمع ونهوض فكره وتحسن صحته وتطوير قواه لبلوغ مرحلة تعد متطورة عما سبقها وفقا لميزان المدفوعات ومقارنة ما تحقق من الاستراتيجيات ..
ان تخصيص المليارات وهدرها وفقا لمحددات معدة سلفا تنحصر في تحقيق مصالح ضيقة وفكر محدود لا يمتلك قدرة التخلص من ذاته والخروج الى افق الوطن الفسيح .. سيبقى مجرد باب لهدر المال العام وتضييع الجهود واستباحت الزمن والضحك على الوسط .. فان الزمن تغير ومن لا يصحوا فان الشمس ستحرق اقدامه وتجلد ظهره وتواري جثمانه .
المسائلة عن كل دينار يصرف باتجاه الرياضة وتقييم تنفيذ البرامج والتحقق من صحة الشعارات … هو حلول انية لوقف نزف الضمير والتهاوي نحو حظيظ التخلف ..
ان الحضارة على خلاف دائم مع الجهل والامية بل هي على نقيض مع جميع المخرجات الفردية مهما تحذلق واجتهد افرادها .. اليوم يوم المؤسسة والاستشارة المتخصصة والمنظومات العاملة الفاعلة التي تسير بهدى ونور العلم لتحقيق فلسفة بناء الوطن وسيادة الانسان . وكل من يهدر الأموال ولا يحقق طفرة نوعية بذلك الاتجاه يعد خائن لنفسه ودينه وبلده وعلى الدين والدنيا السلام .