كافة الحقوق محفوظة © 2021.
انحدار كرة اليد الأردنية… والأخطاء تتكرر
سراب سبورت _
في وقت تعاني فيه كرة اليد الأردنية من تراجع حاد على جميع المستويات، نجد أنفسنا أمام مشهد يثير القلق، حيث لا نكاد نقترب حتى من الحد الأدنى لمستوى اللعبة إقليميًا. ورغم ذلك، لدينا ثلاث منتخبات عمرية (2010، 2008، 2006) يُفترض أن تكون ركيزة المستقبل، لكن ما يحدث على أرض الواقع يشي بعكس ذلك تمامًا.
منتخب 2008… إعداد طويل، ونتائج مخيبة
بدأت فترة إعداد المنتخب في أبريل استعدادًا لبطولة كان من المقرر أن تُقام في يوليو، قبل أن يؤجلها الاتحاد الآسيوي إلى سبتمبر. أُقيم معسكر تدريبي في مصر خلال يونيو، لكن النتائج جاءت كارثية، والأداء كان بعيدًا كل البعد عن الطموح. والسؤال: هل تمت مراجعة هذه التجربة وأخذ الملاحظات بعين الاعتبار؟ المتابعة الدقيقة تقول لا، والأخطاء نفسها تُعاد، مما يجعلنا نتوقع مستوى ضعيفًا في البطولة القادمة.
منتخب 2006… قرارات غريبة وتخبطات فنية
أُدرج المنتخب في دوري الدرجة الأولى بدون أي إعداد أو تدريبات مسبقة، رغم أن منتخب 2008 كان الأحق بهذه المشاركة. الأخطر أن قيادة المباريات الفعلية كانت بيد الإداري وليس المدير الفني، وهو ما انعكس على الأداء الفردي والجماعي السيئ. هنا لا بد أن نسأل: أين شخصية المدير الفني؟ كيف تم تعيينه؟ ومن منح الإداري الحق في التدخل الفني؟
منتخب 2010… البذرة التي قد تُهمل قبل أن تنمو
منتخب 2010 هو الأهم، لأنه يمثل المستقبل. لكن السؤال المحوري: من يقوده؟ وهل يمتلك الكفاءة الحقيقية لصقل المواهب وتطوير المهارات؟ أم أن التعيين تم على أسس المحاباة والإقليمية والولاء، كما هو حال منظومة أثبتت فشلها مرارًا؟
الحلول واضحة… لكن الإرادة غائبة
إنقاذ كرة اليد الأردنية يبدأ من القاعدة، وليس من الفريق الأول. المطلوب هو استقدام مدربين أجانب ذوي كفاءة عالية للعمل على تأسيس قاعدة صلبة من الناشئين، وإنشاء مدرسة متخصصة لصقل المواهب، كما حدث مع حراس المرمى الذين شهدوا تطورًا واضحًا بعد التعاقد مع مدرب أجنبي. أما الحديث عن جلب مدرب أجنبي للفريق الأول في ظل إهمال الفئات العمرية، فهو استمرار لسياسة البناء من السقف بدل الأساس.
كلمة أخيرة
الكرة الآن في ملعب الاتحاد: هل سنشهد تغييرًا حقيقيًا في الفكر والمنهج، أم مجرد تغيير في الأسماء والكراسي؟
وللحديث بقية… لأن أخطاءكم لا تتوقف.