كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“بأيدي الشباب… جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي ترسم ملامح التغيير”…د.ثروت المعاقبة
العمل التطوعي هو تجسيد حي لمعاني العطاء والمسؤولية، حيث يمد الإنسان يده ليمنح وقته وجهده وفكره دون انتظار مقابل مادي، مدفوعًا برغبة صادقة في خدمة الآخرين وبناء مجتمع أفضل، كما أنه سلوك حضاري يعكس أسمى القيم الإنسانية، ويعزز أواصر الترابط بين أفراد المجتمع، ويزرع في النفوس الإحساس بالانتماء والقدرة على إحداث فرق، فالعمل التطوعي لا يقتصر على تقديم المساعدة المباشرة، بل يمتد ليشمل الإبداع في إيجاد حلول للتحديات المجتمعية، والمشاركة في المشاريع التنموية، وحماية البيئة، ودعم المبادرات التعليمية والصحية والثقافية، ولأن المجتمعات القوية تُبنى على أكتاف أبنائها، فإن التطوع يصبح جسرًا بين الأفراد ومحيطهم، ومساحة للتعلم وتطوير المهارات وبناء الشخصية، وعندما يتحول العمل التطوعي من نشاط عابر إلى ثقافة راسخة، يصبح المجتمع أكثر تماسكًا وقدرة على مواجهة الأزمات، وأكثر استعدادًا لبناء مستقبل مستدام تسوده قيم التعاون والتكافل، كما أنه لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، يفهمها كل من يؤمن بأن العطاء هو أرقى أشكال الوجود الإنساني.
ومن هنا تبرز جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي كمنارة مضيئة تحفّز العطاء وتعزز ثقافة المبادرة، وترسخ القيم التي آمن بها الأردنيون منذ نشأة الدولة، وهي خدمة الوطن والمجتمع بروح الانتماء والمسؤولية، هذه الجائزة لم تأتِ لتكون تكريمًا رمزيًا فحسب، بل لتكون حركة وطنية شاملة تستنهض همم الأفراد والمؤسسات، وتضع العمل التطوعي في صدارة الاهتمامات التنموية.
أُطلقت الجائزة برؤية واضحة ترعاها قيادة شابة ملهمة، حيث تجسد فكر سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في أهمية العمل التطوعي كركيزة أساسية لبناء مجتمع متكافل ومستدام، كما أنها دعوة مفتوحة للشباب وكل فئات المجتمع للمساهمة في مشاريع تحقق أثرًا حقيقيًا، وتلبي احتياجات حقيقية للمجتمع، بعيدًا عن الطابع الموسمي أو المؤقت.
وتتمثل أهداف الجائزة بما يلي:
ترسيخ ثقافة العمل التطوعي كجزء من الهوية الوطنية.
تشجيع الإبداع التطوعي عبر مشاريع مبتكرة تحقق أثرًا إيجابيًا ملموسًا.
تحفيز الشراكات المجتمعية بين الأفراد والمؤسسات الرسمية والأهلية.
تعزيز دور الشباب كقادة للتغيير المجتمعي.
وتنقسم الجائزة إلى فئات متعددة، بحيث تشمل الأفراد، المجموعات، والمؤسسات، مما يفتح المجال أمام جميع الفاعلين في المجتمع للمشاركة، وهذا التنوع يضمن احتضان أكبر عدد من الأفكار والمشاريع في سبعة مجالات رئيسية.
حيث ساهمت الجائزة في إبراز نماذج ملهمة من المبادرات التي غيرت حياة الأفراد والمجتمعات المحلية، وتفتح لهم أبواب التوسع والاستدامة أمام المشاريع الفائزة، لتصل إلى مناطق جديدة وتستفيد منها شرائح أوسع في المجتمع.
جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي ليست مجرد منافسة، بل هي منصة لإثبات أن العطاء لا يحتاج إلى موارد ضخمة، بل إلى قلب مؤمن بفكرة، وعقل مبدع، ويد تعمل بلا كلل، وإنها فرصة لكل شاب وشابة في الأردن ليكونوا جزءًا من قصة نجاح وطنية، تكتب بأيدي أبنائه وتبقى شاهدًا على قوة المبادرة وروح التضامن.
حين تتلاقى الإرادة مع الرؤية، يولد التغيير. وجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي هي تجسيد لهذه المعادلة؛ فهي ليست نهاية المطاف، بل بداية لمسيرة أطول من العطاء والإبداع، ومن هنا، فإن المشاركة فيها هي مشاركة في صناعة مستقبل أكثر إشراقًا، حيث يصبح التطوع أسلوب حياة، والإنجاز لغة مشتركة بين جميع الأردنيين.