كافة الحقوق محفوظة © 2021.
اللجان الإعلامية في البطولات الرياضية… غياب للشغف وحضور للسطوة
سراب سبورت _
في السنوات الأخيرة، تحوّلت البطولات الرياضية من منصات لاستعراض التنافس والإبداع، إلى مساحات يطغى عليها “تنظيم إعلامي” مصطنع، فرضته اتحادات وهيئات عبر تشكيل لجان إعلامية تتولى التغطية، لكنها في الحقيقة أفرغت العمل الصحفي من جوهره، وأبعدت الصحفي الرياضي عن رسالته الحقيقية.
الإعلام الرياضي، بطبيعته، يقوم على الحضور الميداني الحرّ، والنقد البنّاء، ونقل الصورة كما هي للجماهير. لكن هذه اللجان ـ التي غالباً ما تضم أسماءً لا تمتّ بصلة لنقابة الصحفيين أو للعمل الإعلامي الاحترافي ـ باتت أداة لإقصاء الصحفيين المستقلين، وتقييد حضور الصحف والمواقع التي لم تجد أمامها سوى اعتماد “النسخ واللصق” من بيانات جاهزة.
المفارقة الصادمة أن بعض البطولات المحلية والعربية تضم لجاناً إعلامية بعدد مبالغ فيه؛ ففي إحدى البطولات الأخيرة بلغ عدد أعضائها 13 شخصاً، معظمهم ليسوا صحفيين محترفين. النتيجة؟ غياب كامل للتغطية المهنية، وتراجع الاهتمام الجماهيري، وغياب المضمون النقدي الذي يصنع قيمة للإعلام الرياضي.
الصحفيون المحترفون اليوم يعبّرون بصراحة عن فقدانهم للشغف. فحين يُختصر دورهم بتكرار بيانات صادرة من داخل اللجنة، لا يبقى مكان للإبداع، ولا مجال للتحقيقات أو التقارير الميدانية، التي لطالما شكلت هوية الصحافة الرياضية. والأسوأ أن بعض هذه اللجان تحوّلت إلى أداة نفوذ، تُمارَس من خلالها ضغوط على الاتحادات الرياضية، عبر تحكّم إعلاميين مقرّبين، فيمنحون التغطية لأصدقائهم ويقصون غيرهم، في تمييز واضح يضرب مبدأ العدالة ويشوّه صورة الإعلام.
إن هذه الظاهرة تمثل خطراً حقيقياً على مهنة الإعلام الرياضي، وتناقض الرسالة السامية التي يفترض أن يؤديها. لذلك فإن المسؤولية باتت مضاعفة على رئيس اتحاد الإعلام الرياضي، الذي يُفترض أن يقود حملة إصلاحية توقف هذه “المهزلة” التي يقودها في كثير من الأحيان مدير اتحاد الإعلام الرياضي نفسه.
الإعلام الرياضي يحتاج إلى أن يعود إلى مساره الطبيعي: صحفيون محترفون، يغطون الأحداث بحريّة، دون وصاية أو “لجان” لا دور لها سوى تلميع الصور وتوزيع الامتيازات للأصدقاء. فالجماهير التي تتابع الرياضة تستحق إعلاماً حقيقياً، يعكس نبض الملاعب، لا إعلاماً مزيّفاً يكتبه موظفون على مقاعد جانبية.