كافة الحقوق محفوظة © 2021.
د.ثروت المعاقبة تكتب …الأردن بقيادته الهاشمية دور وطني ريادي وحضور إقليمي فاعل
منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، شكّلت القيادة الهاشمية الركيزة الأساسية في مسيرة بناء الوطن وتطوره، حيث حملت على عاتقها مسؤولية التأسيس والتحديث، ورسخت قيم الاستقلال والهوية الوطنية، وأسست لنهضة سياسية واقتصادية واجتماعية متكاملة.
يمثل الأردن بقيادته الهاشمية الرشيدة نموذجًا فريدًا في الحكمة السياسية، والاعتدال، والرؤية العميقة في التعامل مع التحديات الوطنية والإقليمية، فمنذ تأسيس الدولة الأردنية، حمل الهاشميون رسالة واضحة تقوم على ترسيخ قيم العدالة، وتثبيت الاستقرار، وتعزيز الدور الأردني في خدمة القضايا العربية والإسلامية.
على الصعيد الوطني، يشكل الأردن واحة أمن واستقرار في منطقة ملتهبة بالصراعات والتقلبات، وقد تمكنت القيادة الهاشمية من تحصين الجبهة الداخلية عبر سياسات إصلاحية متدرجة، ومبادرات تعزز مشاركة الشباب والمرأة، وتطوير المؤسسات بما ينسجم مع متطلبات العصر الحديث، كما أن الرعاية الملكية الدائمة للتعليم والصحة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية تمثل مرتكزًا أساسياً في بناء الإنسان وتمكينه من المساهمة في مسيرة التحديث والتطوير.
إقليميًا، لعب الأردن دورًا محوريًا في دعم القضية الفلسطينية، حيث ظل الصوت الأبرز في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، مع التأكيد المستمر على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، باعتبارها مسؤولية تاريخية ودينية يحميها الأردنيون بصدق وإيمان.
كما أن موقع الأردن الجغرافي جعله حلقة وصل بين المشرق والمغرب، وركيزة أساسية في حفظ الأمن الإقليمي، فقد شكّل ملاذًا آمنًا لملايين اللاجئين، مقدماً لهم ما يفوق إمكاناته المحدودة، انطلاقًا من قيمه الإنسانية الأصيلة، وحرصه على نشر ثقافة السلام .
وعلى المستوى الدولي، يبرز الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم كصوت عقلاني يسعى إلى الحوار ونبذ التطرف والإرهاب، والدعوة إلى حلول سلمية للنزاعات، وقد رسخ جلالته مكانة الأردن كدولة ذات رسالة حضارية وإنسانية عظيمة، تنادي بالعدل، وتدعم التعاون بين الشعوب، وتعمل على مد جسور التفاهم بين الشرق والغرب.
إن الدور الأردني الوطني والإقليمي في ظل القيادة الهاشمية ليس مجرد سياسة آنية، بل هو نهج ثابت قائم على المبادئ والقيم التي تشكل هوية الدولة الأردنية، فالأردن، برغم محدودية موارده، يظل غنيًا بمواقفه، شامخًا بثوابته، مؤثرًا في محيطه، ومخلصًا لقضاياه الوطنية والقومية، بما يجسد المعنى الحقيقي للقيادة الهاشمية الحكيمة والرؤية الملكية السديدة.
إن مسيرة الأردن في ظل القيادة الهاشمية إنما هي قصة نضال وبناء متواصل، تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، واليوم، يقف الشباب الأردني في مقدمة هذه المسيرة، ليحملوا راية التحديث والنهضة، ويترجموا الرؤية الملكية في تمكين الأفراد وبناء المستقبل، فالأردن القوي المزدهر لا يُصنع إلا بسواعد شبابه، ووعيهم، وانتمائهم، وإبداعهم، ليظل الوطن كما أراده الهاشميون: حصنًا منيعًا، وواحة أمن، ومنبر حق، ونموذجًا يحتذى به في المنطقة والعالم بأكله.