كافة الحقوق محفوظة © 2021.
التخطيط الاستراتيجي… الطريق نحو منصات التتويج وصناعة أبطال كرة اليد
الكاتبة : نور عبيدات…رياضية أردنية
المنافسة في البطولات القارية والدولية لا تتحقق بالصدفة، ولا تكفيها الموهبة الفردية أو الحماس اللحظي. جوهر النجاح يكمن في خطة استراتيجية شاملة تقوم على رؤية واضحة، أهداف دقيقة، ووسائل عملية قابلة للتنفيذ والمتابعة.
الرؤية والرسالة الرياضية
لا يمكن للفريق أن يحقق الاستمرارية بلا وضوح هدف.
الرؤية تحدد أين نريد أن نكون بعد خمس أو عشر سنوات، مثل أن نصبح بين أفضل خمسة فرق في القارة.
الرسالة تجسد هوية الفريق ودوره، مثل تطوير جيل من لاعبي كرة اليد يمثلون الوطن بأعلى المستويات.
إعداد منهجي طويل المدى
النجاح لا يُبنى على معسكر تدريبي قصير، بل على خطة تمتد لعدة مواسم، تشمل اكتشاف المواهب مبكراً، صقل مهاراتهم عبر المراحل العمرية، والإعداد البدني والفني المتدرج وفق الحمل التدريبي. ولعل أبرز الأمثلة نجاح منتخبات مثل الدنمارك وفرنسا، التي وضعت برامج طويلة الأمد، فصنعت أجيالاً متعاقبة من الأبطال حافظت بهم على القمة.
إعداد متكامل يشمل جميع الجوانب
بدني: قوة، سرعة، تحمل.
فني: مهارات أساسية كالتمرير والتصويب والدفاع، مع التركيز على الخطط التكتيكية الحديثة.
ذهني: ثقة، انضباط، واتخاذ قرارات حاسمة تحت الضغط.
إدارة احترافية للموارد
التخطيط الاستراتيجي يتيح استغلالاً أمثل للموارد المالية والبشرية. فالاستثمار في الكادر الفني والطبي، وفي التكنولوجيا لتحليل الأداء، يضاعف فرص النجاح ويقلل الهدر. كما أن بناء شراكات مع المدارس والأكاديميات يضمن قاعدة واسعة من اللاعبين الصغار.
تقييم مستمر وتطوير دائم
الخطة ليست جامدة، بل تحتاج إلى مراجعة دورية لقياس الإنجاز، مع تعديل المسار عند ظهور نقاط ضعف أو فرص جديدة.
بناء ثقافة الفوز
الفريق الناجح لا يكتفي بنتائج مؤقتة، بل يرسّخ الانضباط والعمل الجماعي والاحترافية بين اللاعبين والإدارة والجمهور، لتصبح البيئة الرياضية مصنعاً دائماً للأبطال.
الخلاصة
التخطيط الاستراتيجي ليس ترفاً تنظيمياً، بل هو الشرط الأول لصناعة فريق كرة يد قادر على المنافسة القارية والدولية، وتحويل الطاقات الفردية إلى إنجازات جماعية ترفع اسم الوطن عالياً. وهو نموذج يمكن أن يُحتذى في بقية الألعاب الجماعية، ليكون الطريق نحو منصات التتويج مفتوحاً أمام الرياضة الوطنية بأكملها.