كافة الحقوق محفوظة © 2021.
شوق القهيوي… قصة توازن بين التفوق الأكاديمي والتألق الرياضي
سراب سبورت _
في زمنٍ باتت فيه ضغوطات الدراسة والامتحانات عبئاً ثقيلاً على الطلبة، استطاعت الطالبة شوق ليث عبدالله القهيوي أن تثبت أن الطموح الحقيقي لا يعرف حدوداً، وأن النجاح يمكن أن يزدهر على أكثر من جبهة. فشوق، ابنة مدارس قرطبة الدولية، أنهت عامها الدراسي الأول في المرحلة الثانوية (التوجيهي) بمعدل 29.4، لتضع بصمتها الأكاديمية الأولى على طريق طويل نحو التميز العلمي.
لكن اللافت في مسيرتها أن تفوقها لم يتوقف عند حدود القاعات الدراسية، بل امتد إلى ميادين الرياضة، حيث اختارت شوق أن تكون جزءاً من عائلة نادي القوة للتايكوندو. وبرغم التحديات المزدوجة بين الواجبات المدرسية والتدريبات اليومية، نجحت في اجتياز اختبار البومسي بجدارة، لتحصل على الحزام الأسود، وهو إنجاز يختصر سنوات من الجهد والإصرار والانضباط.
تصف عائلتها فخرها الكبير بهذا الإنجاز المزدوج، حيث ترى فيها مثالاً على أن التوازن بين العقل والجسد ليس أمراً مستحيلاً، بل هو ثمرة تخطيط ودعم ومثابرة. فالمعادلة التي تحققها شوق اليوم، بين التحصيل الأكاديمي والتطور الرياضي، تمنحها قوة مضاعفة لمواجهة التحديات المقبلة في مسيرتها.
ويؤكد مدربوها في النادي أن ما يميز شوق ليس فقط مهاراتها الفنية، بل روحها القتالية وانضباطها، وهي صفات نادراً ما تجتمع بهذا الوضوح لدى طالبة في مقتبل العمر. أما زملاؤها في المدرسة، فينظرون إليها كقدوة قادرة على إلهامهم لتحقيق إنجازات مماثلة داخل الصفوف وخارجها.
إن ما حققته شوق القهيوي اليوم ليس مجرد معدل أكاديمي أو حزام أسود، بل هو رسالة عميقة بأن الشباب قادرون على الإبداع حين تتوفر لهم البيئة الداعمة والإرادة الصلبة. فهي تجسيد حي لشعار “العقل السليم في الجسم السليم”، ومثال مشرف للجيل الجديد الذي يصنع لنفسه أكثر من طريق نحو النجاح.
ومع بداية مشوارها في الثانوية العامة، تستعد شوق لمرحلة جديدة من التحديات، واضعة نصب عينيها هدفاً أكبر: أن تجمع بين شهادة أكاديمية متميزة، ومسيرة رياضية تعكس إصرارها على رفع اسمها واسم وطنها عالياً.