كافة الحقوق محفوظة © 2021.
صيد الأسماك في سدود الأردن: هواية تتطلب الصبر ورياضة بدنية مع رسالة بيئية
سراب سبورت _ ريما العبادي
يُعدّ صيد الأسماك في سدود الأردن أكثر من مجرد هواية ترفيهية، فهو نشاط يجمع بين الانتظار، التحدّي، والصبر، ويمنح الصياد فرصة لممارسة نوع من الرياضة البدنية الخفيفة التي تعزز التركيز والتحمل.
ومن خلال صفحة “صياد سمك”، نسلّط الضوء على هذه الرياضة، أدواتها، وأنواع الأسماك المتوفرة، فضلاً عن حياة الصياد اليومية بين متعة الصيد وكسب الرزق.
صيد الأسماك بين الهواية والمهنة
صيد الأسماك ليس مجرد وقت للترفيه، بل يتطلب معرفة بالأدوات والمهارات المناسبة. يستخدم الصيادون السنارة التي تتكون من قصبة وخيط وماكينة صغيرة، إضافة إلى خطّافات دقيقة مخصصة للصيد. ورغم اعتماد الصيد على المهارة، يبقى في النهاية رزقًا من عند الله، ويتطلب الصبر والمثابرة، خاصة حين يعود الصياد أحيانًا “بخفي حُنين”.
سدود الأردن: ملاعب للصيادين
تمتد ممارسة الصيد في الأردن على عدة سدود رئيسية، أبرزها:
سد الملك طلال
سد الكفرين
سد وادي العرب
سد الواله
سد الكرامة
سد وادي شعيب
سد كفرنجة
سد الموجب: ويُعد أهم سد للصيد في المملكة.
—
أنواع الأسماك المتوفرة
تحتضن سدود الأردن مجموعة متنوعة من الأسماك، أبرزها:
الكارب: الأكبر حجمًا، ويصل وزنه حتى 15 كغم.
المشط (البلطي)
الحفّاف
البُلبوط (Catfish)
موسم الصيد الحالي
شهد الموسم الحالي انخفاضًا نسبيًا في حصيلة الصيادين مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن الشغف لم يتراجع. فالرياضة تجمع بين الصبر، التركيز، وممارسة نوع من النشاط البدني الخفيف، كما تمنح الصياد فرصة للهروب من صخب الحياة اليومية والاندماج مع الطبيعة.
مبادرات بيئية واجتماعية
لا يقتصر دور الصيد على المتعة فقط، بل يمتد ليشمل المسؤولية البيئية والاجتماعية. ويُعد عصام أحمد البشايره، أحد رواد الحركة الرياضية في الأردن، مثالاً للصياد الذي يمزج بين الهواية والوعي البيئي. من مبادراته:
زراعة الأشجار حول السدود للحفاظ على البيئة المحيطة.
مبادرة “رجعها بتكبر” لإطلاق الأسماك الصغيرة وضمان استدامة المخزون السمكي.
مبادرة “كيس النظافة” لتشجيع الصيادين على جمع النفايات بعد رحلاتهم.
—
عصام أحمد البشايره: قائد رياضي وصياد شغوف
عصام البشايره متزوج وله ستة أبناء، درس الثانوية العامة في مدرسة رغدان، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة بغداد بتخصص التربية الرياضية.
عمل رئيسًا للدائرة الرياضية في عدة مدارس، محاضرًا في الجامعة الأردنية، وأول مدرب للمنتخب الأردني للجمباز لمدة خمس سنوات، إضافة إلى إشرافه على كرة السلة للفئات العمرية في الأندية الرياضية. كما أسس أكاديمية فيلبس للسباحة ويعمل حاليًا مشرفًا على أحد مسابح عمان، محافظًا على نهج الجمع بين الرياضة والهواية والمسؤولية المجتمعية.
صيد الأسماك في سدود الأردن يظل هواية تجمع بين المتعة، الرياضة البدنية، الصبر، والمسؤولية البيئية. ورغم التحديات، يبقى الشغف حافزًا للصيادين لمواصلة رحلاتهم، والتواصل مع الطبيعة، والاستمتاع بالهدوء الذي لا تقدّره الحياة اليومية.