كافة الحقوق محفوظة © 2021.
بسام الوسلاتي يكتب … الصين… قوة رياضية عالمية ومنشآت تُبهر العالم
رغم أنني لم أزر الصين بعد، إلا أنني أشعر وكأنني جُلت في ملاعبها وصالاتها الرياضية، بفضل ما توفره شبكة الإنترنت من صور مذهلة وتقارير مدهشة عن هذا البلد الذي جعل من الرياضة ركيزة أساسية في مسيرته نحو التفوق العالمي.
فمنذ استضافة دورة الألعاب الأولمبية في بكين عام 2008، خطت الصين خطوات جبارة نحو بناء إمبراطورية رياضية حديثة، تجمع بين البنية التحتية المتطورة والإنجازات الفردية والجماعية التي تضعها في مقدمة الدول المنافسة على الميداليات العالمية.
يكفي أن نذكر الاستاد الوطني في بكين، المعروف بـ «عش الطائر»، الذي يعدّ أحد أعاجيب الهندسة المعمارية الحديثة، ليعكس مدى الإبداع الصيني في الجمع بين الفن والتقنية. هذا الصرح الرياضي العملاق استضاف أهم الأحداث العالمية، وما يزال رمزًا لنهضة الرياضة الصينية.
ولم تتوقف الإنجازات عند العاصمة بكين، فمدن مثل شنغهاي، وقوانغتشو، وشينزين تحتضن منشآت رياضية تضاهي أكبر المرافق الأوروبية والأمريكية. الملاعب متعددة الاختصاصات، والمسابح الأولمبية المغطاة، والمراكز المتخصصة في إعداد الرياضيين، كلها دليل على رؤية استراتيجية جعلت من الرياضة صناعة حقيقية في الصين.
أما على مستوى النتائج، فإن الصين تواصل منذ سنوات حصد الميداليات في مختلف الألعاب، من تنس الطاولة والغطس والجمباز إلى رفع الأثقال والسباحة، ما يعكس نظامًا رياضيًا صارمًا يعتمد على التكوين المبكر والانضباط. وفي كل دورة أولمبية جديدة، تبرهن الصين أن الاستثمار في الإنسان لا يقل أهمية عن الاستثمار في البنية التحتية.
وبينما يتابع العالم بإعجاب تطور الرياضة في هذا البلد الآسيوي العملاق، فإنني – رغم أنني لم أزر الصين – أشعر أنني عايشت نهضتها الرياضية خطوة بخطوة، من خلال الوثائقيات والتقارير التي تُظهر كيف تحولت الملاعب إلى رموز وطنية، وكيف أصبحت الرياضة وسيلة لتوحيد الشعب الصيني حول قيم العمل والتميز.
الصين اليوم لا تبني فقط ملاعب من الفولاذ والزجاج، بل تبني جيلاً يؤمن أن الرياضة طريق إلى القوة الناعمة والمكانة العالمية. إنها تجربة تستحق الإشادة والتأمل… وتجعلنا ننتظر اليوم الذي نزور فيه هذه الأرض لنتأكد بأن الواقع يفوق ما تنقله إلينا الشاشات.
