كافة الحقوق محفوظة © 2021.
محمد أبو عليا يكتب … الكرة الآن في ملعب اللجنة الأولمبية الأردنية
سراب سبورت _
تتجه الأنظار هذه الأيام نحو اللجنة الأولمبية الأردنية، باعتبارها الجهة القادرة على وضع حدٍّ للأزمة القائمة بين الاتحاد الأردني لكرة السلة من جهة، والناديين الأهلي والأرثوذكسي من جهة أخرى، بعد أن وصلت الأمور إلى مرحلة تتطلب تدخلاً حكيماً يعيد التوازن إلى المنظومة السلوية.
فمن خلال مراجعة البنود والملاحظات التي قدّمها النادي الأهلي، إلى جانب الأسباب التي دفعت النادي الأرثوذكسي للاعتذار عن المشاركة في دوري الرجال، يمكن تلخيص جوهر الخلاف في ثلاث نقاط رئيسية تمسّ العدالة التنظيمية والحوكمة داخل الاتحاد:
1. تداخل المصالح في هيكل الاتحاد:
رئيس نادي الجبيهة يشغل منصب نائب الرئيس والقائم بأعمال الرئيس.
رئيس نادي الفحيص يشغل منصب أمين السر ورئيس لجنة الحكام.
رئيس نادي اتحاد عمان يشغل موقعًا كعضو في مجلس إدارة الاتحاد.
هذا التداخل في المواقع الإدارية بين ممثلي الأندية وأعضاء الاتحاد أثار تساؤلات حول مبدأ تكافؤ الفرص والحياد في صناعة القرار.
2. غياب لجنة تمثّل الأندية داخل الاتحاد، وهو ما أضعف مبدأ الشراكة، وجعل عملية اتخاذ القرار أحادية الاتجاه.
3. نظام تحرير اللاعبين، حيث يطالب الناديان بتعديله ليكون عند العمر الأولمبي (20 أو 21 عامًا)، بما يضمن توازنًا بين حقوق الأندية وجهودها في تطوير المواهب، وبين حق اللاعب في الانتقال وتحقيق طموحاته.
هذه النقاط الثلاث لا تعكس مطالب فئوية أو مواقف آنية، بل تعبّر عن رؤية إصلاحية تهدف إلى ترسيخ العدالة والشفافية في منظومة كرة السلة الأردنية. أما البنود الأخرى التي وردت في الطرح، فهي قابلة للنقاش والحلول الإدارية البسيطة، ولا تشكل جوهر الخلاف.
العدالة أولاً
التدخّل السريع من اللجنة الأولمبية الأردنية بات ضرورة، فهذه المطالب مشروعة لجميع الأندية، وتمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة بين الاتحاد ومكوناته. فالقضية لا تتعلق بمصلحة الأهلي أو الأرثوذكسي فقط، بل بمستقبل اللعبة وعدالة إدارتها.
الخطوة المنتظرة
من الطبيعي أن يقوم الاتحاد الأردني لكرة السلة بإرسال كتاب رسمي إلى اللجنة الأولمبية الأردنية يتضمن دراسة شاملة لأسباب انسحاب الناديين، مع إدراج النقاط الجوهرية الثلاث، ودعوة اللجنة إلى التدخل لمعالجة الموقف بما يحقق العدالة والمساواة بين جميع الأطراف.
وفي حال تردد الاتحاد في القيام بهذه الخطوة، فإن الخيار المنطقي المتبقي هو أن يتوجه الناديان الأهلي والأرثوذكسي مباشرة بخطاب رسمي إلى اللجنة الأولمبية، لتوضيح موقفهما وطلب مراجعة هيكل الاتحاد وآلية عمله من أجل ضمان الشفافية والتوازن المؤسسي.
في النهاية، يمكن القول إن الحل لم يعد رياضيًا بحتًا، بل أصبح إداريًا وتنظيميًا، يتطلب تدخل جهة عليا بحجم اللجنة الأولمبية لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح…
فالكرة اليوم ليست في الملعب، بل في يد اللجنة الأولمبية الأردنية.
